رسالة عقباوية لـ "منتصر ابوعبدالله" .. لتعلم يا ابن العم انا اهلك وعشيرتك لن يغفلوا عنك اليوم ولن يتركوا الظلم ينهش ما تبقى من عمرك

يآ عٍبَآدِي إني حٍرٍمت آلُِظًلُِم عٍلُِﮯ نفُسي وُجٍعٍلُِتهـ بَينڪم محٍرٍمآ فُلُِآ تظًآلُِموُآ

آبَن آلُِعٍم "منتصرٍ أبَوُ عٍبَدِ آلُِلُِهـ"

ان كنت اعلم حقيقة ما وضعوك فيه الان، لأعلم كم كانت الرحلة طويلة شاقة وكم هي المعاناة التي عانيتها في مسيرة حياتك صعبة ومعقدة وظالمة وجائرة، وعدد من أفعال الظلم والعدوان والبهتان ما شئت له عدا وحصرا، وكم افنيت من عمرك وصحتك ووقتك دفاعا عن الحق والعدل أينما كان دون حساب لربح او خسارة ودون منة او مهتة على أحد، وانت تتحامل على نفسك تنصف المظلوم ولا أحد ينصفك، تدافع عن المكسور ولا أحد بجبر كسرك، تجلب النفع ولا تقدر ان تنفع نفسك، وتدفع الشر ولا أحد يدفع عنك شرا اطالك.

لقد تعايشنا معا اتفقنا واختلفنا تقاربنا وابتعدنا لدرجة القطيعة، خوضنا غمار الألم والجراح سويا في كل المعارك التي اجتاحتنا في رحلة طويلة لم تنتهي، لكن مهما كان الرأي والاختلاف فمنظومة القيم التي تربينا عليها انا وانت وآمنا بها ما اختلفت ولا تغيرت مهما اختلفت مواقعنا ودارت بنا الأيام دورتها.

في كل محطات البذل والعطاء لم نكن نفكر يوما بمكسب او نبحث عن غنيمة، كان وما زال انحيازنا للوطن وقيادته ومصالحه العليا هي المبتدئ والخبر في مسيرة العمل العام الطويلة والمتواصلة، همنا البلد وأهلها وقضاياهم العادلة لسان حالنا، لم ندر ظهرنا يوما لواجب وطني او مطلب عدالة او موقفا يتطلب منا الواجب الوقوف فيه، كنا ننطلق في مقدمة الركب بلا نكوص غير ابهين بالمخاطر التي أحاطت بنا ودفعنا ثمنا باهظا لها، آلمتنا وآلمت عوائلنا، ولعلنا ظلمناهم معنا دون ان ندري في زحمة الأيام، وليسامحنا الله إذا كان حقا ما أقول.

يا ابن العم

ما اشبه اليوم بالبارحة، لقد ذقنا هذا الكاس مرارا وتكرارا على مر سنين العمر التي شارفت على منتهاها، من القهر والابعاد والحصار والتهميش وكل مترادفات الألم في هذا العالم، وقد لا نكون وحدنا، وقد يكون أخرون معنا نعلمهم او لا نعلمهم والسؤال الحائر يطاردني كل مساء اما آن لهذا الليل أن ينجلي؟ واما آن لسنين العمر ان تستقر؟ اما آن للأمور ان تمضي بحالها دون عناء وكد ونكد.

عندما استحضر الذكريات واتذكر كم هي معاناتك في هذه الحياة اشعر بالخجل الشديد والتقصير الشديد حيال وضعك واسأل نفسي أسئلة متأخرة غير مشروعة لماذا حدث ما حدث ولماذا الأمور تمضي بهذا الشكل، فمثلك تخرج من الجامعة وامضى سنين العمر متسكعا بين دوائر الدولة تبحث عن وظيفة، ومنعت منها لا سامح الله من كان سببا فيها ولها، وجاءت الاقتصادية الخاصة على العقبة استوعبت كل انباء الأردن لكنها غصت بك ولم تستوعبك، ارخت جدائلها على كل أبناء الوطن وانت الممنوع من الصرف والعمل الحياة والهواء والماء فيها، لم يبق محافظة او مدينة او حي في الأردن الا وله سفير في مدينة العقبة وانت يا مسكين ابن العقبة اليتيم اللطيم وسط اهلك وعشيرتك ما كنت سفيرا لاحد وغريبا لست من السفارة، وانت تكابر وتصابر وتجابر لا ينظر لجراحك احد ولا يسمع انينك احد، وعندما تأتي الفرصة لتغادر ارض الوطن كسيرا مهزوما مصروعا مطرودا مذموما وتحصل فرصة عمل في دولة الامارات تلاحقك ريح الظلم والعدوان من ارض الوطن ليرجعوك خائبا خالي الوفاض وينذروك بمغادرة بلاد الغربة خلال ساعات، أي ظلم واي هلاك وظلام كان يحيطنا، ونحن لا ندري كيف صبرت وصبرنا وتحملت وتحملنا وزرك، وتعود لأرض الوطن تتسكع من جديد في شوارع العقبة  تطرق الأبواب  في مؤسساتها المرة تلو المرة وجميعها مغلقة ولا من مجيب.

وعندما من الله عليك بوظيفة في شركة مياه العقبة في غفلة من الزمان يتم تعيينك في 01/07/2010 عندما بدأ زملائك وابناء جيلك يخرجون للتقاعد المبكر وعمرك ناهز الخمسين عاما أي ظلم هذا واي ظلام كان يلفنا ولا تدري لنفسك جريمة اقترفتها او جناية احدثتها وتغص بك الأيام ويضيق عليك المكان ليتم انهاء عقدك في مثل هذه الأيام فما اشبه اليوم بالبارحة ويتم انهاء عقدك بعد سبع شهور عمل بتاريخ 31/01/2011.

والله يا ابن عمي ان قلبي يتقطع وانا اكتب ولا اعلم كيف مرت بك تلك الأيام وبعائلتك لكن الله ينزل مع البلاء الصبر والسكينة، وبعد مسيرة كفاح مضني والم لم ينتهي تم بتدخل العقلاء والحكماء في هذا البلد اعادتك الى عملك،

أخيرا عدت الى العمل لكن المأساة لم تنتهي بعد والمعاناة لن تتوقف.

28 عاما وانت تبحث عن فرصة عمل تحصل عليها في العام 2012 ولغاية 31/01/2025 تكتشف ان العمر انتهى بعد 12 عام من العمل ياااااااااااااه الناس تعمل لـ 30 عام وتغادر لتجد عمل جديد للتسلية وانت عمرك توقف وحياتك انتهت وعليك ان تدفع الفاتورة مرة أخرى، دفعتها في الذهاب، والان في الإياب، الله أكبر، دفعت الفاتورة في شبابك واليوم ستدفعها لان جريمتك أنك وصلت لسن الستين سنة وهذه من أعظم جرائم العصر في الوظيفة في مكان عملك. فانت تبدأ حياتك العملية وتنهيها في 12 عام وهذا رقم قياسي لا بل انت مستهلك عامين اضافيين ليسا من حقك تم السماح لك بالعمل بهم مع مهتة وتحميل جمايل، فقد كتب عليك ان تكون لقمة عيشك "كل لقمة بغصة" يا ابن عمي. ولا اريد الخوض في حيثيات القرار ومتخذه في الوقت الحاضر. لكن ما يقومون به في اختصار شديد يريدون ان يردوك قتيلا وسط الميدان ويطلب منا نحن اهلك ان نعد الطلقات ونجمع لهم الظرف الفارغ، يحتجون عليك بالقانون تارة والتعليمات تارة أخرى. لكننا نعلم وواضح انهم لا يعلمون، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، ان القانون وما يتبعه من أنظمة وتعليمات جاءت لتحقق العدالة والمساواة بين الناس وليس لاغتيالهم وقتلهم وسط الميادين باسم القانون فأي عدالة تسمح للبعض ان يخدم في الوظيفة 30 عام بينما يطلب منك المغادرة بعد 12 عام اين هي المساواة والعدالة وتكافئ الفرص عندما يعمل البعض في سن العشرين بينما تطارد حتى يصبح عمرك خمسين عاما لتحصل على الوظيفة، ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

ما يؤلمني وانا اسرد ما حصل اننا نحتاج لرجالة دولة لإنصافك، وليس للموظفين فلا تنتظر حلا من موظف متكسب ينتظر راتب او مكافأة جاء ينتفع بما يتقاضاه في نهاية كل شهر وهذا منتهى لحظات الألم

فعَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ    وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ

وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

وكلمة حق اقولها قبل ان انهي ان ما تعرضت له يا ابن العم لتنوء بحمله الجبال الرواسي اعانك الله على ما انت فيه، وكان في عونك ونحن معك لا نظلمك ولا نسلمك. ولا سامح الله كل من تسبب فيما نحن فيه الان.

لتعلم يا ابن العم انا اهلك وعشيرتك لن يغفلوا عنك اليوم ولن يتركوا الظلم ينهش ما تبقى من عمرك ولن يسمحوا لهذه الجريمة البشعة بحقك تمر كما يخيل لإصحابها، فهذه المدينة وأهلها الطيبين كانت وما زالت تفتح ذراعيها لأبناء الوطن من كل محافظاته ومدنه وقراه لم تضق بهم يوما ولا تعتبرهم الا الاهل والعشيرة الأردنية الواحدة لكننا نشهدهم ونشهد أهلنا العشيرة العقباوية ان ما يحصل مع ابننا لهو ظلم لا يطيقه بشر ولا يتحمله ذو عقل او إدراك وانا اعلم ان خيرة الخيرة من أبناء العشيرة العقباوية هبت ولم تتأخر في اخذ دورها المعهود للوقوف لجانب الحق ورفع الظلم في كل القضايا التي تطلبها منها الواجب على الدوام.

نسال الله العظيم ان يزيل الغمة واصحابها ..اللهم آمين

عن صفحة / خالد مرسي ابو عبدالله