د. مالك صوان : لن أكون وقودآ لأحد ولن أجامل على حساب الوطن
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواتي وإخواني...
أبناء الشعب الأردني العظيم...
كما الكثيرين من أبناء وطني؛ تعودنا دائماً أن نتمسك بمواقفنا في هذه الحياة، وأن لا نتقلب بتقلب الظروف واختلاف المصالح، نتوخي الدقة في الحكم على الآخرين، ونتبع كلام الله تعالى في نيل حقنا؛ فالعين بالعين والسن بالسن، لم نطأطئ الرأس مقابل مصلحة ما...ولن نفعل، تعلمنا بأن النفاق والتملّق إخوةٌ للشرك، عَلِمْنا بأن الذي لا يخطئ لا يتعلم؛ فكنّا حريصين على أن نكون قليلي الأخطاء كثيري الصواب...ما استطعنا، سعيّنا جاهدين لقول كلمة الحق؛ والتي لا خير فينا إن لم نقلها، اجتهدنا كثيراً وحاولنا أكثر وكان الله الموفق، أيقنّا بأن الحق هو الغالب؛ ولا شيء سواه...ولو بعد حين ومهما طال الزمان.
التقينا بالكثيرين خلال هذه السنوات التي مضت من عمرنا، فكان الصالح والطالح، حافظنا على الصالح وتشبثنا به؛ وبعضهم أصبح لنا قدوة، ونبذنا الطالح؛ بعد أن حاولنا إصلاحه وفشلنا في ذلك، تربينا على حب الوطن، وحب الطيبين الأوفياء المخلصين، بحثنا عنهم وبحثوا عنا، فكنّا لبعضنا عوناً وسنداً، عززوا فينا القيم والمبادئ التي نشأنا عليها، وأيقنّا بأن المُعز والمُذل هو الله ولا أحداً سواه.
قرأنا عن الكثيرين، وعملنا على اتباع وتطبيق إيجابيات نهجهم أمثال: وصفي وهزاع ومانديلا وچيڤارا ودرويش وكنفاني والمختار وصدام ومهاتير وغيرهم، دخلنا مدارس الوطنيين الحقيقيين المحبين لهذا الوطن؛ المخلصين لعرشه؛ رجال الأصل والأصالة، وتعلمنا منهم الكثير، رجالٌ جمعتنا بهم الأقدار وحب البلاد والعباد، أمثال: أمجد المجالي ورياض أبو كركي وطاهر المصري وجهاد البرغوثي(رحمة الله عليه)وطلال الماضي ونايف الفايز وغيرهم.
لذلك لن أكون إلا كما أردت لنفسي أن تكون، كما الكثيرين من أبناء وطني، أملك وجهاً واحداً وموقفاً ثابتاً لن يتغير، أحترم الجميع وأقدرهم، ولكلٍ منهم معزةً في نفسي تخصه؛ وسأحافظ عليها...حتى بين الخصوم، لكن في نفس الوقت لن أجامل على حساب وطني ومصلحته، ولن أجامل على حساب مستقبل أبنائي، ولن أجامل لتبقي مآسي الناس وتبقى معاناتهم من الظلم والفقر والحاجة والتهميش، ولن أجامل لكي أكون وقوداً لغيري؛ ممن لا يخافون الله؛ ولا يتقونه في هذا الوطن وأبنائه، وسأقول كلمتي في وقتها...كما باقي الأردنيين الشرفاء، الذي بإعتقادي أنه قد حان.
أخواتي وإخواني...
أبناء الشعب الأردني العظيم...
شعب العز والفخار، صنّاع التاريخ والأمجاد، شعب الكرامة واللطرون وباب الواد، يا أحفاد بن عدوان وورثة هزاع ووصفي وحابس، يا رجال الحسين ورجال أبي الحسين، يا مَنْ لم تقبلوا ولن تقبلوا لأنفسكم ولأبنائكم الظلم والذلّ والعار، حافظوا على الأردن وأعيدوا له عزه ومجده وبهجته، أردن النشامى المخلصين الأحرار.
لذلك... فإني أستحلفكم بالله أن تبقوا الرجال الرجال، الذين عرفهم التاريخ وشهد لهم، فلنبدأ بإصلاح أنفسنا قبل أي شيء، فبذلك ستكتمل منظومة الإصلاح الشامل التي طالبنا ولا زلنا نطالب بها، بقيادة عميد آل هاشم جلالة الملك عبدالله بن الحسين، وسنرى ونشهد ونلمس آثارها
إذا ملكنا الإرادة الحقيقية، فإرادة الشعوب تصنع المستحيل؛ وهذا ليس بصعبٍ علينا. فلنبدأ هذه الخطوة مباشرةً، فعلينا أن نكون دقيقين، وأن نتأنى كل التأني، ونحكّم ضمائرنا في كل ما يجري بيننا ومن حولنا، وأن نكون واضحين كل الوضوح في الأيام القادمة، فالوضوح يريح البال والضمير والتلوّن لا يجدي نفعاً ولا يؤذي إلا صاحبه بالدرجة الأولى، فلا نكن ممن يهدم ولا يبني ولا ممن يُفْشِلْ ولا يُنْجِحْ.
دعونا نضع خلافاتنا الشخصية جانباً ونُغَلِّب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى، لنضيّع الفرصة على المغرضين المتربصين سماسرة الأوطان والإنسان، فكفانا معاناةً من ممارسات الحكومات والمجالس المتعاقبة بحق العباد والبلاد...فالمرحلة القادمة ستكون مرحلة الرجال الرجال، ولن يصمد فيها إلا الرجال، ممن كان همهم الوطن، ولا شيء سوى الوطن، مرحلة حساسة ومصيرية، ستكون نقطة تحول حقيقية في تاريخ ومصير الدولة الأردنية، التي من واجبنا جميعاً أن نحافظ عليها ونحميها، ونفديها بالمهج والأرواح، فلا مجال فيها للمجاملات، لأن المجاملة على حساب الوطن خيانة وأعظم من ذلك، والمرحلة القادمة، ستكون الفيصل، وستحقق الإصلاح المنشود، الذي حلمنا ونحلم به وستشكل خارطة الطريق لمستقبل الوطن القادم، الذي نريد بإذن الله.
#مالك_صوّان