زبائن بيوت العزاء

طلعت شناعة -اعرف ( كائنات ) مدمنة على صفحة « الوفيات « في الصحف والمواقع اليومية.وهذا ليس لانهم معنيون بالمتوفين او لتقديم واجب العزاء.بل لسبب آخر يرتبط باستثمار هذه « المناسبات» لتناول الطعام.فلاهم يذهبون في الجنازات ولا يقفون في طابور المعزين.
هؤلاء وقد تابعت بعضهم ممن تصادفهم في بيوت العزاء التي « يحفظون « عناوينها .و يفضلون « عزاءات « الأغنياء. 
أحدهم...
تكرر ظهوره في « السرادقات «.. وظننت انه « قريب « لعائلة الفقيد.. اي فقيد.
ولمت نفسي أنني قد أكون « أسأت الظن به « ، وتابعت وهو يحضر في موعد قدوم « صواني المناسف « وله معرفة بالسيارات التي تنقلها ومن اي مطعم.
ولعله يميز بين «مناسف» المطعم الفلاني عن المطعم العلاني.. وبالتاكيد اصبحت لدية « خبرة طويلة « في هذا المجال.
وقد علمت أن بعض هؤلاء لا ( يفطر ) في بيته طوال شهر رمضان.. بل في أماكن العزايم والولائم. بعكس أغلب الناس الذين عادة ما تسمعهم يقولون « الواحد ما بيرتاح بالاكل الا في بيته ومع اسرته خاصة في شهر رمضان «.. الا هذا النوع من الكائنات. 
وقد روى لي أحدالأصدقاء انه رأى شخصا في أواخر الخمسينيات وقد جاء في أوقات وصول المناسف.. وكان أول من مد يده والتهم ما شاء له ان يلتهم من الطعام .. ثم عاد الى مقعده وراح في « نومة « قصيرة .. لينهض ويتابع سيره الى سيارته.. ربما بانتظار « عزاء جديد»..
للاسف.. فقدت كثير من بيت العزاء « هيبتها « كونها تقام لمواساة أهل الفقيد.. وتحولت إلى مناسبات « للثرثرة وعقد الصفقات التجارية وبيع وشراء العقارات...واحيانا تستمع الى ضحكات وكان الحاضرين يجلسون في « مقهى « دون مراعاة لاحزان الاخرين.
وتجدهم يتحدثون عن « نوع اللحم « المستخدم في « المنسف « ونوع « الجميد» والأرز.
واستغرب إهدار كل هذا المال الذي يذهب لغير المحتاجين وغير الفقراء .. بل من أجل « التباهي « أمام الآخرين.. وللفقيد الرحمة.