صلاة استسقاء مبكرة
يوسف غيشان - نمتاز عن غيرنا من المجتمعات العاربة المستعربة والمستغربة اننا لانعاني من المشكلات بكافة انواعها. ليست لدينا أية مشكلات سياسية ولا ولا اجتماعية ولا تاريخية ولا جغرافية ولا اقتصادية ولا علمية ولا أدبية ولا بطاطا مقلية. يعني مشكلات (بح).
لكننا، والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه، نعاني من كثرة الإشكالات وتعددها وتنوعها، وهي اشكالات سياسية واجتماعية وتاريخية وجغرافية واقتصادية وعلمية وادبية واخلاقية ومرورية وبطاطا مقلية. يعني إشكالات دوشرة.
الفرق بين المشكلات والإشكالات، ان المشكلات -وهي التي لا نعاني منها -هي قضايا لها حلول محددة وواضحة ومعروفة و(ستاندرد) وإذا توفرت مجموعة من الظروف مدعمة بالإدراك والإرادة يحل هذه المشكلة أو المشكلات ويجعلها في خبر كان وأخواتها وبنات عمها في الأردن والمهجر.
أما الإشكالات – وهي التي نعاني منها-فهي قضايا ليس لها حل واحد بل عدة حلول، او عدة مقترحات حلول، جميعها تحتوي على قدر من الصحة، وبالتالي فليس بامكان حلها اطلاقا، لأننا إذا اعتمدنا واحدا من الحلول فإننا نتجاهل الكثير من الحلول التي تحتوي على قدر من الصحة يماثل قدر الحل الذي اعتمدنا:
- ليس لدينا مشكلات سياسية، بل لدينا اشكالات.
- لا نعاني من مشكلات اقليمية، بل اشكالات.
- ولا نعاني من مشكلات تربوية بل اشكالات
- ولا مشكلات اقتصادية، بل اشكالات.
- ولا مشكلات اجتماعية بل اشكالات.
لذلك تبقى الاشكالات على حالها، والمديونية تزداد رغم شراء الديون والتسديد المنتظم – والاقتراض المنتظم بتواتر طبعا. واشكالياتنا السياسية كثيرة وتطال كل القضايا ولدينا حلول متناقضة لكل إشكالية، وهذا ينطبق على اوضاعنا الاجتماعية وغيرها.
الفساد يستشري مع اننا نملك أكثر من جهة تكافح الفساد ... بالمجمل كل شيء يبقى على حاله .... اذا لم يتدهور نحو الأسوأ... وهو ما يحصل حاليا.
ما رأيكم دام فضلكم ان ندعو لصلاة استسقاء من اجل ان تمطر السماء علينا مشاكل لنستبدلها بالمشكلات، ونخلص من وجع القلب؟؟؟؟