مجمع إربد عمان وغضب الجمهور
د. مهند مبيضين -بثّت إذاعة فن صباح أمس الاربعاء جزءا كبيرا من حلقة برنامجها «وسط البلد» من مجمع سفريات اربد، نقل فيها الزميل د. هاني البدري، خلاصة المعاناة اليومية، وفاتحا الباب على أسئلة النهار الأردني المثقل بخيبات النقل العام في مختلف المدن، واضعا الكلام على طاولة المسؤول ومبرزاً الحجج والتمنيات والتحديات.
لم يقل سائقو التكسي في اربد إنهم بخير، ولم يعلنوا أنهم يتلقون أي خدمات في المجمع سوى الإشادة بدور الوكيل الموجود من مرتبات إدارة السير الذي ينظم ما يزيد على ثلاثة آلاف واسطة نقل، ولم يكتب الناس بأصواتهم أي كلام منمق في غير موضعه، بل سجلوا عتبا وغضبا واعلنوا افلاس الحلول المرورية في مُجمع اربد الذي طال انتظار اكتماله وبات مستعصياً على الحل.
تحدث الناس مع د. هاني البدري بسلاسة وعفوية وصدق عن مجموعة تطبيقات ذكية في اربد غير مرخصة، وطالبوا بترخيصها، وتقييد عملها، وتحدثوا عن عدم تطبيق اجرة العداد؛ لأنه لا يساعد اصحاب الكار على العودة بِغلّة مربحة او مجدية بعد نهار طويل.
تحدّث الناس أيضاً عن إهمال بلدية إربد وعدم الانصات لمطالب الناس في مسألة المرور، وهو أمر يتكرر في كل مدن الوطن، وأزمة المرور والنقل مفتوحة وعابرة وطنياً، ولا سبيل للحلول الترقيعية سواء في الكرك أو مأدبا او عمان او السلط.
في مجمع الكرك قصة كبيرة أيضا، وحارت الدولة حالياً في تطبيق الرحيل إليه، وفي مدن أخرى أزمات كثيرة مشابهة، وسوء تخطيط في البناء والإدارة لمرافق المجمعات التي لا يوجد فيها أدنى الشروط والمعايير السليمة.
أهمية حلقة برنامج وسط البلد أنها جاءت من الميدان في اربد، وهي للمرة الثالثة التي زار فيها الزميل هاني البدري مجمع اربد وكما قال كل مرة يكون «الوضع أكثر سوءا» واليوم يعود وسط البلد، ويبقى الحال كما هو في مدينة اربد التي يزيد عدد سكانها على المليون ونصف المليون نسمة، وكل ذلك ألا يجعل المسؤول سواء كان رئيس بلدية او وزير نقل او مدير هيئة نقل أن يفكر بمظالم الناس وتراجع الخدمات،حتى لا يتحول الغضب إلى فوضى لا قدر الله.
في مقابل غضب الناس على مجمع سفريات اربد عمان، وهو موروث من زمن سابق على زمن رئيس البلدية الحالي د. بني هاني، إلا أنّ الاخير أنجز الكثير في خدمة بلدية اربد وأهلها، ولمس الناس الذين تعرضوا لأكبر ضغط على الخدمات بفعل اللاجئين السوريين دوره في حمايتهم من التلوث اليومي، كما ان البلدية اهتمت كثيرا في موضوع جماليات الشوارع.
ومع ذلك، فكل يوم هناك طلاب جامعيون يـتأخرون عن دراستهم، وموظفون لا يصلون بالوقت المحدد، ومواطن يلقى صنوف التعب وتبذير الوقـت، وربما يهان الناس في وسائط النقل غير المنظمة وفي المجمعات الهالكة والثاوية في الردى، وكل هذا تحت أعين غالب المسؤولين، ويظل العمل عبادة وجهادا في هذا الوطن الذي يستحق منّا كلّ جهد وخير.