انتخابات مجالس الطلبة
فارس الحباشنة - ببالغ الاهتمام تابعت أخبار انتخابات مجالس الطلبة في عموم مدارس المملكة على محمل الجد، وبالطبع الطلبة بعثوا جوا من النشاط والعمل الانتخابي، يافطات ورقية بسيطة وشعارات انتخابية واقعية، ومطالب موجهة الى الادارة المدرسية القريبة والبعيدة.
وفي أجواء انتخابات مجالس الطلبة أعجبتني يافطات حملت وجدا وطنيا بالاحتفال باستعادة اراضي الباقورة والغمر، وتطالب بتنظيم رحل مدرسية لزياراتها والتبرك بترابها الطاهر . ولربما أن هذا المنجز الوطني غاب عن احتفالات الطابور الصباحي في المدارس الحكومية والخاصة وحتى الجامعات،ولا اعلم لماذا ؟!
مرت انتخابات مجالس الطلبة دون عنف، ومرت دون حديث عن مال سياسي وشراء للاصوات، ومرت دون مراقبة دولية واشراف من الهيئة المستقلة للانتخابات.
بعد اعلان النتائج قام الخاسرون بمباركة الفائزين. وتمنوا لهم النجاح في العمل والانجاز بما يخدم القضية الطلابية والمدرسية. لم نسمع في اخبار انتخابات مجالس الطلبة ان احدا تعرض الى ضغوطات، وان أحد المرشحين تعرض الى اغراءات وان جهات ما طلبت منه الانسحاب لصالح المرشح الفلاني.
بالمناسبة، الاقتراع النظيف والسليم روح العملية الديمقراطية وذروتها. انتخابات مجالس الطلبة كشفت عن عطش جماهيري اردني لممارسة حق دستوري وسياسي وطني بالاقتراع واختيار ممثلين للشعب في مجالس منتخبة.
ومهما كانت الاحوال فان انتخابات مجالس الطلبة قارعت وناهزت انتخابات النواب والبلديات ومجالس اللامركزية. في الانتخابات ليس مهما قانون الانتخابات وليس مهما المراقبة الدولية وغيرها من تصفيطات منظمات المجتمع المدني، بل حمايتها من المال السياسي الاسود.
فالناخب قبل ان يبدو ناخبا فيجب أن يكون مواطنا بالمعنى الديمقراطي، من شأنه أن يشارك ويختار ويحدد مصيره وشعبه ووطنه بحرية مطلقة. في بلادنا الانسان محكوم عضويا قيود مسبقة، يمكن القول أنها تولد معه، العائلة والمنطقة والجهة والدين والفقر والجهل والظلامية والانتهازية والخوف، والعقليات البائدة المتوارثة، والزبائنية التي ترسخ سيطرة بعض الفاسدين والسماسرة.