التحرير الهاشمي.. عيد وطني
مروان سوداح -نُبارك لأنفسنا وللعالم الحر أجمع بتحرير أراضينا السليبة، البَاقورة والغَمر، التي احتلها الغُزاة الصهاينة لعشرات السنين بقواتهم المُدرّبة غَربياً، وبأسلحتهم الأورو-أمريكية «اللّيبل» ووسائل التصدير، والتي حاولوا كثيراً وإن عبثاً وحتى «اللحظات الأخيرة» ضمان استيطانها وضمّها، مُتباكين على مصالح بضعة مُستثمرين زراعيين صهاينة حاولوا ابتلاعها، لكن قيادتنا الهاشمية الفذّة أفشلت كل محاولاتهم الاستعمارية المتكرّرة، وأصرّت على استرداد حقوقنا الوطنية كاملةً في كل شبر من أرضنا التي لا تُثمّن بأي ثَمن مادي، مُستندَةً في ذلك إلى موقف عنوانه «التحرير».. تحرير الأرض والإنسان من الاستعمار الصهيوني الإسرائيلي لجزء عزيز من وطننا الطهور.
لاستعادة الباقورة والغمر أبعادٌ كُبرى عنوانها العريض إنكسار جَلي للمشروع الاستيطاني الصهيوني العالمي، الذي بدأ «بالشرق الاوسط» والمنطقة العربية، ليتّسع شاملاً العالم بمخالبه. وتحرير الباقورة والغمر ما هو سوى مقدمة لكنس الصهيونية عن كامل التراب الفلسطيني والعربي السليب، ولاستعادة حقوقنا المشروعة في الأرض والماء والهواء والمُثبّتة بقرارات دولية وإنسانية، وهو صفحة جديدة ومجيدة تضاف إلى سجلنا التحريري، الذي نُفاخر به ويَشهد عليه شهداء جنود وضباط جيشنا العربي الأبطال، الذين سُفكت دماؤهم الزكية في معارك الفداء، فلم يبخلوا يوماً بأرواحهم في سبيل تحرير الأرض والتصدي لعربدة قطعان الصهاينة المدعومين امبريالياً، إذ لم تبق على وجه الكرة الأرضية دولة غربية استعمارية، صَغُرت مَساحتها أو كَبُرت، إلا وساهمت بشكل أو بآخر وفي حقب مختلفة، بشد أزر المعتدي الصهيوني وبدعمها له علناً وبكل وقاحة وصلف استعماري، وبلا أدنى خجل أو وازع إنساني أو ديني، ونستذكر هنا كيف قاتلت القوات الأمريكية في عام1973 ضد الجيش المصري في سيناء، بعدما أُرسلت إلى هناك على عجل، من خلال جسر جوي مباشر، لانقاذ العدوان الصهيوني من هزيمة مُحقَّقة.
الغرب السياسي والامبراطوري ساهم بصورة أساسية في بناء القنبلة النووية الصهيونية، التي تهدّد بإفناء شعوب برمتها في آسيا وأفريقيا والنيل من وجودنا العربي «بضربة ذرية واحدة!». لقد شارك الغرب سياسياً ودبلوماسياً وحربياً في دعم كل حروب الكيان الإستعماري المتلاحقة علينا، مُزوّداً إيّاه بمختلف أنواع السلاح الأحدث، وبتدريب جيشه قُبيل كل غزو لأرضنا ليضمن تصفية «مُحقّقة» لأطفالنا ونسائنا وشبابنا، وبعد كل ذلك يريدون أن نتصادق مع هذا الغرب، وبأن نُشيد بدوره في («النزاع» العربي الاسرائيلي)، برغم جِيناته التوسّعية التي يَبذرها في وطننا الذي اختاره الله حَقلاً سَمِحَاً وخصباً لتعاليمه التي تَفِيضَ على العالم بكلمة الحياة والمحبة!
مبروك لجلالة الملك عبدالله الثاني المُعظّم ببركة التحرير والنصر الآتي من السماء، ومبروك لشعبنا الذي يَستمسِك بقيادتنا الهاشمية المُعلِية مصالح الوطن والحق الذي عوّدتنا تشبّثها به واستعادته.
*صحفي وكاتب أردني.