قشوع يكتب بِعُمق : ماذا نفهم من صاحب القرار عندما يكظم غيضه ويقول .. "محلولة وهينة" ..؟؟


على الرغم من الحالة الاقتصادية الصعبة والحالة المعيشية الضيقة ، وحالة التذمر والانتقاد السائدة ومناخات النقد 
والتنمر التى ترافق المشهد العام ، مازال حال صانع القرار 
يقول. "محلولة وهينة " ، فان ضيق الحال على الاردنيين ليس بالامر الجديد و الحالة الاقليمية السائدة كان 
الاردن قد تجاوز اكبر منها وغدت من التاريخ ودرجة المتذمرة التى تخيم على الانطباعات العامة تعودنا عليها واصبحت جزءآ من حديثنا اليومي وهذا ما يجعلها دونية التاثير وليست علوية الاثر .

وعلى الرغم من ارتفاع مستويات الانتقاد دونما النظر لاماكن الايجاب فى المعادلة المعيشية والحياة اليومية عند النظر والتقييم ، هذا لان الايجاب مازال يندرج فى اطار الامر الطبيعي والعادى الذى قد لا تسلط الاضواء عليه ولا يسجل فى الاذهان كما يجب تسجيله وحتى لا يثمن كما يجب تثمينه ، حتى تصبح المساحات البيضاء اكبر والايجابية فى العمل اغنى. ولا يبقى تسليط الاضواء على ما يتم رصده وتسجيله من اخطاء والحديث يدور حول الملابسات طيباوية النظر ، على الرغم من يقين الاغلبية بصمت بعنوان الحقيقة واماكن الايجاب ، الا انها بقيت صامتة او غير مفعلة بسبب غياب منصات التوجيه الماطرة لبيان الراى ، حتى وصل الحال الى تنامي انطباعات الرأي الاخر على تلك الحقائق الساطعة التى يمتلكها الرأى ، وهذا ما اوجد مناخات من عدم الرضى الشعبي وكما ادى الى اتساع فى هوة الثقة فى ظل اجواء التشكيك والاتهامية المصاحبة للمشهد العام .

وفى وسط مناخات التضاد هذه ، تدفقت الحلول الابداعية عبر مشاركة صانع القرار حتى فى رسم حتى برنامج المسار الاقتصادى ، واتخاذ كل موقف من شانه رفع المعنوية وهذا ما تجلى فى عودة (هبة وعبدالرحمن) من براثن تل ابيب ، وتثبيت الحق الاردنى عبر تحديد الحدود الغربية مع اسرائيل باستعادة الباقورة والغمر ، والعمل على مد جسور التوثيق بين الاردن بعمقه العربى من خلال زيارة جلالة الملك للرياض والكويت وايجاد ميزان علاقات يجمع ولا يفرق مع الدوحة الا ان البعض مع كل لحظة انجاز ، كان يعود بسيول التشكيك والاتهامية لردم ما تم انجازه في الاذهان ، فيعود حال صانع القرار ليقول "محلولة وهينة" .

ويعود البعض ليشطط فى مواقفه ويقفز فوق حدود اللامحدود ، ويبدا البعض فى الانتقاد اللاخلاقى والاستمراء الضمني والتغول الدستورى باسم حريه التعبير ، فى محاوله منه الى لايجاد دواثر تاثير تقوم الى رسم دوائر اثر عند الراى العام تستند الى الانطباعات الضمنيه التى تقوم على اجزاء من المعلومات ولا تقوم على الصور الكليه حيث الحقائق الكامله للصوره ، ويعود حال صانع القرار ليقول 
"محلوله وهينه ".

فاذا ما هدأت مناخات الغبار نتيجة الارهاصات الاقليميه ، وانتهت حاله المد والجزر المرافقه ، وبانت الامور على هى ، وانقشع عن عيونهم الغباش وذهب عن ابصارهم الغمام ، بتبيان تجليات الحقائق وباتوا يبصرون الانجاز الذى تحقق بالمقارنه مع ما المت به حاله المنطقه وشعوبها من ويلات ، عندها سيشهدوا شاهده الحق ، وينصفوا بكلمه انصاف ما تم عمله وفعله ، بالصبر العميق وقوه التحمل ، سيعلمون كيف استطاع الاردن ، بحنكه مقرونه بمعرفه وعمل يقوم على الاستشراف من تجنيب الاردن من ويلات كثيره ، من خلال سياسيه السهل الممتنع التى يقوم عنوانها الشعبي على عباره " محلوله وهينه" 

وعلى الرغم من كل الشدائد الذاتيه والضغوط الموضوعيه ، بقى صناع القرار يقضم الغيض ، من اجل الاردن وحرية التعبير ، ومن اجل الوطن ومنجزاته ، يتنظر لحظه التغيير ليقوم بفرض ايقاع جديد ضمن خطوط تستجيب للمتغير فى لحظته حتى يتم تحويل المنعطف فيها الى منطلق فى التوقيت الملائم فى اللحظه السياسيه الدقيقه ،
والى حين تلك اللحظه ، سيبقى حال صانع القرار يقول 
"محلولة وهينة " .

د.حازم قشوع