يكفينا غزة!! لنصلي على أعتابها

امان السائح - رفقا بنا يا اهل غزة .. رفقا بنا، فلغتكم لا نفهمها ، ولن نقوى على فهمها ، رفقا بأجسادنا وقلوبنا التي ادميت وهي تنظر الى عيون اطفالكم الغزاوية.. الروح والمنطق والجسد والملامح التي تعلوها سمرة الكرامة والعز ..
يكفينا ان نقول لكم دمتم بكرامة وعز وكبرياء ، ومحرم علينا ان ننظر الى عيونكم ، ونتصفح ملفات افكاركم ، ونترحم على شهدائكم ، ونصلي في محراب دمائهم الطاهرة ، رفقا بنا اهل غزة فلن نقوى مدى الحياة على ان نفهم لغتكم ..
رفقا بنا اهل غزة العظماء ، رفقا بدموعنا التي اصبحت على ابوابكم مياها عادمة ، تزكم انوفكم ، وتجعلكم تكرهون الدموع من اجلنا ، لانها اصبحت بلا حياة ، وبلا فائدة ، فالشفقة ليست لكم ولا تليق بابنائكم رضعا كانوا ام شابا ام كهولا ، فآبن الاشهر يبتسم في وجه مسعفه والدماء تلوح على جبهته وانفه وفمه وعينيه التي تكاد تخار من التعب والوجع ، لكنه رأى بابن بلده المسعف امانا لا يشبه احدا ، فابتسم بوجهه ابتسامة افقدت المسعف ملامحه لأنه عاجز عن الاتيان بمظلة حب وأمان يهديها له ..
رفقا بتلك المشاهد التي اصبحت تأتينا خلسة فلا اعلام موجه يشرح معاناتكم ، ولا مرئيات كالسابق تنقل اصواتكم ، ولا شاشات تلعن الصهاينة وتبث روحا معنوية ثابتة امام الجميع ، فكل الاشياء غابت يا اهل الكرامة والالم والثبات ، ولن يبقى سواكم تصدون بصدوركم وجباهكم العتيدة ادوات الرعب الصهيوني الذي لا يغيبكم بصواريخه ، بل يخلق فيكم حياة جديدة ، لا احد يفقهها سواكم ..
رفقا بنا اهل كل مسوغات البقاء على ارض فلسطين .. رفقا باعلام غاب وغاب وغيب الاحداث التي لم تتناقلها سوى وسائل تواصل اجتماعي باتت تختلس اللحظة والصورة والدمعة لتوزعها على هذه المنصات التي انقذتكم من التغييب في صفوف عرب ، اصبحوا يمتهنون الحزن والدموع وملاحقة الصور ، ويقلبون صفحات ايامهم وينسون كل المضامين ..
رفقا بنا يا ملائكة الارض والسماء ، يا قديسي الوطن وترابه ، رفقا فلم نعد نقوى على مواجهة هذا الكم من الصمود والصبر ، ولم نعد نفهم حروفكم ولن نفهمها فهي ارقام من صنع تاريخكم.
رفقا بإعلام نسيكم فأنسى العالم مفاتيح بيوت غزة وشاطئها الجميل وحريتها وترابها الطاهر ، وابناءها الجبابرة ، الذين يبقون وفي شتى بقاع العالم اينما كانوا يحصدون وجع غزتهم اينما ولوا وجوههم ..
غزة .. تغيب الحروف والافكار والاسطر وتتبعثر قوانا امام محرابكم ، فالصلاة في اعتابكم مختلفة ، والوقوف امام عصيانكم وقهركم وصبركم اكثر اخلافا ، فصراخنا لن يوازي همسكم ، ودموعنا لن تصل الى مياه في فناجينكم ، فأنتم من صنعتم للحياة نضالها وللمقاومة ملامحها ..
34 شهيدا .. 34 غزة في اعناقنا وقلوبنا وحناجرنا .. 34 طعنة ولعنة حطت على اعتابنا صمتا وسكوتا .. 34 الف صرخة عتاب لم تقولوها ولن تقولوها فنحن مغيبون عن خارطة حياتكم ،  و34 الف شكر لكل من بث صورة وقدم معلومة وان كانت موجعة ..
34 شهيدا اضاءوا بيوتنا وارواحنا ، وعلمونا كما هم اهل غزة بأنهم اصل كل شيء..واصل النضال واصل حكاية عجزنا..