حماس والجهاد ..نقاط الخلاف
محمد سلامة -ثلاثة عناوين يمكن النظر إليها تشكل نقاطًا لا تتلاقى عليها حركتا حماس والجهاد الإسلامي، وتحاول وسائل الإعلام التركيز عليها للإيقاع بينهما في غزة، ونحاول في هذه الزاوية الإشارة لهما:--
--- حماس . فكريا وعقائديا تنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين فيما حركة الجهاد ليس لها علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالجماعة وهذه تشكل قاعدة الانطلاق لوسائل الإعلام لمهاجمة الحركتين، فالبعض يتحدث عن ارتباط حماس بثورات ما يسمى الربيع العربي ،فيما آخرون يؤشرون على تبني الجهاد لفكر ديني أكثر تشددا، وهذا بحد ذاته مادة خصبة لدى مراكز الأبحاث للاستدلال على مواقفهما السياسية من وجود إسرائيل وإمكانية دق اسفين بين الحركتين كما حدث في الحرب الأخيرة على غزة.
-- العنوان التالي يتمثل في أن حركة الجهاد تعتبر أكثر التصاقا من الناحية السياسية في إيران بينما تعتبر حماس قريبة من تركيا بالنظر إلى المعادلة السياسية، وربما أن التفريق قائم لهدف الايقاع بين الحركتين والارتباط السياسي بمحاور إقليمية بعيدا عن عواصم القرار العربي جاء مقدمة لتفسير أن الثانية لا ترى مصلحة لها في البقاء ضمن حكم غزة، وهذا فية محاولة لشق الصف خدمة لإسرائيل وممارساتها العدوانية في جل المساحة الفلسطينية.
-- هناك سؤال تبحث عنه دوما وسائل الإعلام والفضائيات يتمثل في قبول الجهاد الابتعاد عن حكم غزة ورفضها مبدأ المشاركة في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الفلسطينية، وبالتالي اعترافها باوسلو، وهناك من يشكك أصلا بأسباب مشاركة حماس باعتباره نوعا من البراغماتية السياسية، وهذا بحد ذاته تتناوله السلطة الراغبة بجلب الطرفين لمظلتها سياسيا ، وواضح ان هذه العناوين يتم تضخيمها مرة واخرى عشرات المرات، وفي النهاية نرى أن أدوات اللعبة الداخلية والخارجية تضع مساحة بين اخوة السلاح ،والعنوان الذي لا يبتعد عنه الباحثون يتمثل في أن الحركتين تتبنيان اقامة الخلافة لكن لكل منهما طريقته ومساره السياسي والديني.
ما ذكرناه لا يعني أن حماس والجهاد الإسلامي في خلافات مستعصية عن الحل بل تفسيرات سياسية تستند إلى الايدلوجيا التي يتبناها كل فصيل ديني، وهذا يقودنا إلى القول إن الحركتين مطالبتين بالابتعاد عن الخلافات القائمة بينهما والنظر إلى نقاط مشتركة وقواسم سياسية لتصليب الجبهة الوطنية لمواجهة التحديات وافشال إسرائيل ومخططاتها.