بسقوط دولة "التشييع" هل تستقل "الدول الأربعة" من التبعية وهل يستفيد النظام التركي من اخطاء الإيراني ..؟؟ بقلم / نور الدويري
يعيش النظام الإيراني على ثقافة التشييع وبناء بطولات أيديولوجية كغيرها من الأيديولوجيات التي تتخذ من الأديان نمطا سياسيا للتفكير . ففي (الإسلام السني ) ظهرت الداعشية وطالبان ورغم أن هاتين الإيدولوجيتين صنعتا في رحم الليبرالية العميق إلا أن أنكار وجودهما صعب.
في حالة إيران كان إنتقاء التشيع وسيلة للقيادة، أؤمن بقطعية أن الأيديولوجيات التي تغرف من سطح ثقافة ما أو ترتكز على ثوابت قائدة لا تسعى لإعمار عبر توثيق الدفاع أولا ثم الهجوم ستسقط حتما .
بالنظر للشيوعية مثلا وكيف تزعزع أمن هذه القوى لتسقط بلا رحمة أمام الليبرالية، جاء عبر إستخدام آلية الهجوم أولا فأزمة كوريا ونزاع الفكر في روسيا وخلافه دفع بطاقة الهجوم أن تنهار أمام طاقة البناء والدفاع الليبرالي. وأنا هنا لا أدافع عن الليبرالية فهي أم الأيديولوجيات المؤسسة لإشاعة الفوضى وغرس إعلام إفلاس السيادات الدولية على الدول الأضعف، لتحكم بثرواتهم خاصة الخارطة العربية تلك الخارطة المتنازع عليها منذ سقوط الأندلس واكتشاف راس مالها البشري وكنوزها العميقة، لكن هذا لا يعني بالمطلق أن النظام الإيراني لا يسعى بالعمق لنفس أهداف الليبرالية الصهيوامريكية، أو النظام التركي الذي يتخذ خط (الإسلام السياسي) ظاهريا والعائد بالعثمانية بقوة.
وبالعودة للملف الإيراني، أعتقد أن أسلوب الهجوم الذي تتبعه إيران والذي تنحى عن بناء إيران من الداخل وأتخذ من دول عربية أربعة وربما خمسة قواعد حليفة وقعت في قبضة الشعوب التي ملت سياسة التبعية والهجوم الخارجي لا البناء الداخلي. وربما سنشهد نهوضا غير مسبوق إذا أصبح الحكم في إيران خاضعا لإرادة شعبه.
في رأيي المتواضع أعتقد أن نجاح الليبرالية أو الراسمالية بنفوذها جاء عبر بناء داخلها أولا تلك الفرضية البسيطة التي تقول كل جيدا وأمشِ جيدا ونم جيدا لتصبح سعيدا قويا، فتخرج خارج الصندوق محققا ما تصبو اليه، وهذا ما أخفقت به إيران وتحاول تركيا تجاوزه فيما تبتعد عنه كل روسيا والصين .
وعليه أن الإخفاقات التاريخية لأي حضارة أو أمة أو أيديولوجية كانت تهاجم داخليا اولا و خارجيا ثانيا وتتجاهل قوة الدفاع والبناء الداخلي