أمسية تناقش كيفية صناعة الخبر الصحفي والتأثير الإعلامي..صور

 
نظمت مديرية ثقافة الزرقاء بالتعاون مع الجمعية الأردنية للتوعية والتنمية السياسية في الزرقاء مساء أمس محاضرة حول " صناعة الخبر الصحفي ...وقوة التأثير الإعلامي  " بحضور رئيس الجمعية الدكتور محمود عليمات وجمع من الكتاب والإعلاميين وممثلي المجتمع المحلي والفعاليات السياسية والحزبية والاجتماعية .
وتحدث خلال الأمسية الاعلامي الزميل عمر ضمرة الذي وأورد العديد من الأمثلة حول قوة تأثير الصحافة ووسائل الإعلام في توجيه الرأي العام وصياغة قضية رأي عام ، من خلال تحويل خبر إلى تقرير وتحقيق صحفي مستند إلى الأدلة والبراهين والحجج الدامغة .
وأشار  الى  فضيحة "ووترغيت " التي أثارتها صحيفة الواشنطن بوست في سبعينيات القرن المنصرم إبان فترة حكم الرئيس الجمهوري نيكسون ، التي بدأت بخبر  سرقة واقتحام عادي ، وكيف تطور الى تحقيق صحفي بالرئيس نيكسون  وأدانته المحكمة الأمريكية العليا وخسر الحزب الجمهوري خمسة مقاعد بالكونغرس الأمريكي و49 مقعدا في مجلس النواب نتيجة هذه الفضيحة .
ونوه بأن الدراسات تشير الى ان معظم الأخبار المتداولة في الصحف العربية مستقاة من وكالات الأنباء العالمية التي تسيطر عليها القوى الغربية التي لديها أجندات مشبوهة للتأثير على الرأي العام الدولي والعربي،  لافتا الى كيفية استغلال وسائل الإعلام واستخدام الكذب في تضخيم القوة العسكرية التي يمتلكها العراق وحيازته لأسلحة الدمار الشامل قبل احتلاله عام 2003  ،  اذ كان يعرض وزير الخارجية الامريكي كولن باول على وسائل الإعلام وثائق مزيفة ، حول امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل وتبين كذبه لاحقا واعترف بذلك نفسه .
 و قدم لمحة تاريخية عن نشأة الصحافة في العالم والمنطقة العربية و في الأردن بشكل خاص ، معرفا  الخبر الصحفي ومكونات هذا الخبر والفرق بين الخبر الصحفي الذي يلتزم بالمهنية والموضوعية المستند الى المصادر الموثوقة  من جهة ، وبين الخبر المنقوص غير المدعم بأي مصدر من المصادر الصحفية المعروفة من جهة أخرى . 
 وأضاف ان مواقع التواصل الاجتماعي لعبت دوار كبيرا في نقل الإشاعة التي يتناقلها بعض المواطنين دون تكليف أنفسهم عناء  البحث والتحري والتأكد من  صحة تلك الأخبار ومصدر  تلك الأخبار المتناقلة أو المعلومات غير الصحيحة ، ما يدل على ضعف الوعي لدى بعض هؤلاء المواطنين ، لافتا إلى أهمية إبراز الرأي والرأي الآخر حينما يتم تناول أي من القضايا على وسائل الإعلام .
  ودعا ضمرة المواطنين إلى استقاء الأخبار من مصادرها الرسمية مثل وكالة الأنباء الأردنية ( بترا) والصحف اليومية  المعروفة مثل الرأي والدستور إضافة إلى مؤسسة الإذاعة والتلفزيون والمواقع الاخبارية ذات المصداقية ، مشيرا إلى ان وكالة الأنباء الأردنية تصدر نشرة عربية يومية بمعدل يتراوح ما بين 100 إلى 150 خبر يوميا ، وأخبار مترجمة ما بين 30 إلى 40 خبرًا ، فضلا عن التقارير والتحقيقات الصحفية التي تعد مصدرا ومزودا للصحف والمواقع الإخبارية في الأردن .
 من جهتها أكدت  الاعلامية الزميلة ريم العفيف أن عناصر صياغة الخبر الصحفي المتمثلة في الإجابة على مجموعة من الأسئلة هي واحدة ، إلا أن شكل الخبر قد يختلف بناء على السياسية التحريرية للمؤسسة الإعلامية ونوع الوسيلة الإعلامية ، موضحة أن الخبر الإذاعي يعتمد على الكلمة المنطوقة في حين أن الخبر التلفزيوني يعتمد على الصورة.
 وتحدثت عن مبادئ تحرير الخبر المتمثلة في الدقة في نقل المعلومة والموضوعية والحياد واستقاء المعلومة من مصدرها، مشيرة الى  أهمية هذه الندوة تأتي انطلاقا من انتشار ظاهرة الدخلاء على مهنة الصحافة والذين ليس لديهم المهارة و الدراية والمعرفة العميقة في فنون العمل الصحفي ، رغم أن الصحافة والإعلام علم قائم بحد ذاته يدرس في الجامعات .
ولفتت العفيف إلى أن الصحافة الورقية رغم أزماتها الإقتصادية ، إلا أنها استطاعت مواكبة التطور التكنولوجي وأنشأت مواقع الكترونية لها ونسخة الكترونية من النسخة الورقية لتمكن المتلقي من الوصول الى الخبر الصحيح مع محافظتها على مبادئ العمل الصحفي والتزامها بأخلاقيات المهنة .
وجرى في ختام الأمسية التي أدارها الناقد محمد المشايخ ، نقاش وحوار ، حيث أجاب الزميلان على كافة الأسئلة والاستفسارات .