امل خضر تكتب زمن الشقلبة....
ظننا بقول الحق ومخاطبتهم بفسادها (ستنال وسام وترقيه) لا حتفها . منذ ذلك اليوم وصداع لا يفارقني وجع وألم وصرخة مكتومة بآه زمن الشقلبة الباطل حق والحق باطل ..... لممت نفسي وكأني انتظر أهو القادم دوري لا أعلم حاولت منع نفسي من الكتابة ولكن زمان الشقلبة أقوى من سيطرتي على نفسي وأقوى بخطي هذه الكلمات مانعيشه اليوم وما نشاهده من موازين انقلبت ، وأصبح اختلال القيم والأخلاق سمة ووضع طبيعي في هذا الزمان، قال الإمام أحمد بن حنبل "إذا رأيتم شيئاً مستقيماً فتعجبوا".. فأين أنت اليوم منا ، وماذا تقول في زمن انقلبت وتغيرت فيه كل الموازين، ليصدق ما جاء في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم "سيأتي على الناس سنوات خداعات يُصدق فيها الكاذب ويُكذب فيها الصادق ويُخون فيها الأمين ويؤتمن فيها الخائن...." فعندما انقلبت الموازين أصبح عقوق الوالدين نوعا من الاستقلالية بالذات وحرية شخصية واعتمادا على النفس واعتدادا بالذات، وأصبح الكذب تجملا وفكاهة وذكاء وشطارة، وأصبح الغش قمة الذكاء و الدهاء والحيلة، وأصبحت الرشوة ههههه هدية ومحبة وتقبل من الآخر وعتقا من شره وفساده ومكافأة لتجبره وعناده ... فأي زمان هذا الذي لا يُنكر على العاق عقوقه، ولا يُنكر على الكاذب كذبه، ولا يُنكر على الغاش غشه، ولا يُنكر على الراشي والمرتشي فعلته؟ فالكاذب أصبح صادقاً والصادق أصبح كاذباً، والخائن أصبح أميناً والأمين أصبح خائناً، والتافه أصبح علماً وعالما، والعالم أصبح تافهاً، فكيف يمكننا إعادة الموازين إلى حالها وهل يمكن مقاومتها وما هو الثمن؟ فأي تطور للمجتمع يجب أن يبدأ بالتربية قبل التعليم، فما فائدة علوم الدنيا كلها دون تربية تستند على تعاليم ديننا الحنفيف ومبادئ الشفافيةوالعدالة؟ ولو أن هذا الشخص اختير وفقا لمعايير وقيم وأحقية لما ضرب بعرض الحائط كل هذه القيم ليعم الفساد والصراع .فإليكم نظرية الأواني المستطرقة، والأواني المستطرقة هي أوانٍ مختلفة الأحجام متساوية الارتفاع، تتكون من أوانٍ دائرية ومستطيلة وحلزونية تتصل بقاعدة مشتركة واحدة وعندما نسكب الماء أو أي سائل في أحدها يتوزع في جميعها بالارتفاع نفسه. أما عندما ينقص الماء في جهة ما فسوف ينقص في كل الجهات، فالعاق هو الذي يكذب وهو الذي يغش وهو الذي يرشي ويرتشي وهو الذي يخون. وعندما لا يكون هنالك عدل ونزاهة وشفافية، نلاحظ أن الأقزام ونجوم التملق والنفاق يتعملقون ويشار لهم بالبنان بينما العمالقة تُهمش أدوارهم أو تشوه صورهم، ويصبحون مثاراً للسخرية، لهذا تتحطم القيم والأخلاق بتحطم هيبة الدين وهيبة رجال التعليم، فعندما يصبح الحكم على الأمور معكوساً ستتحول القناعات، وعندها لا نفرق بين الشوك والزهر، ونجافي الناصح ونقرب الكاذب، ولا نحترم الصادق الوفي ولا نوقر الكبير، ولا نعطف على الصغير، ولا نحترم أماً ولا أباً، لاتتعجبوا أبداً مما يحدث لكم الآن !! ولا تستغربوا أبدا ًمما قد سيحدث لكم بعد الآن !! هل تعلمون لماذا ؟؟ وذلك لأننا اصبحنا نعيش في زمن الكذب والغدر والخداع والتملّق والنّفاق ؛ زمن انقلاب الأمور !! زمن الشقلبة ، نعم زمن تغير الألوان ، الزمن الذي أصبح فيه الأبيض أسوداً ، والأسود أصبح فيه أبيضاً ، الزمن الذي أصبح فيه الصادق مُكذّباً ، والكاذب أصبح مصدّقاً ، الزمن الذي أصبح فيه الخائن أميناً ، والأمين أصبح خائناًً !! ولن أزيد لأن الوضع مؤلم مؤسف والإفصاح أكثر أكيد سيزيد من نقاطي السوداء لديهم .ولكن أختم مقالي بقول الله تعالى (إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم.