ترامب يرتكب ثلاثة أخطاء بإعلانه الرد على تجارب بوتين النووية
السبت، 1 تشرين الثاني / نوفمبر 2025
في خطوة أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية، أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عزمه على إجراء تجارب نووية جديدة، ردًا على إعلان روسيا تنفيذ تجارب ناجحة لصواريخها المتطورة "بوريفيستنيك" و**"بوسيدون"**.
ورغم ما قد يبدو ظاهريًا ردًا "قويًا"، إلا أن هذا الإعلان يُعد – وفق خبراء ومحللين – خطأً استراتيجيًا جسيمًا من ثلاث زوايا رئيسية.
أولًا: رد فعل عاطفي يكشف الضعف
يرى المراقبون أن خطوة ترامب جاءت انفعالية وغير مدروسة، وأظهرت لخصومه نقاط ضعف واضحة في أسلوب اتخاذ القرار.
فبدل أن يكون الرد محكومًا بتقدير الموقف العسكري والردع المتوازن، جاء اندفاعيًا، مما يمنح موسكو مساحة للمناورة واستغلال ردود الفعل الأمريكية سياسيًا وإعلاميًا.
ويشير بعض المراقبين إلى أن ترامب، عبر إظهار هذا الانفعال، فتح الباب أمام خصومه الدوليين للتلاعب بسلوكه السياسي، سواء من خلال الامتيازات الشكلية أو الإغراءات الدبلوماسية.
ثانيًا: التجارب النووية ليست دليلاً على القوة
يرى محللون عسكريون أن إعلان واشنطن عن نيتها إجراء تجارب نووية لا يعكس تفوقًا، بل يعكس ارتباكًا أمام التقدم الروسي في منظومات الأسلحة الاستراتيجية.
فبينما تمكنت روسيا من تشغيل صواريخ "بوريفيستنيك" و"بوسيدون" بنجاح، فإن الولايات المتحدة – حتى الآن – لم تقدم أدلة على امتلاك منظومات مماثلة قادرة على تحقيق نفس القدرات التقنية أو المدى العملياتي.
وبالتالي، فإن اللجوء إلى التجارب النووية يُفهم في السياق الدولي كدليل ضعف أكثر من كونه عرضًا للقوة.
ثالثًا: الغرب فقد خوفه من الحرب
التحليل الأعمق يرى أن المجتمعات الغربية فقدت شعورها بالخطر الوجودي، إذ لم تعش أجيالها الحديثة ويلات الحروب أو المجاعات الكبرى، وهو ما جعل فكرة الحرب النووية لديهم مجرد سيناريو افتراضي أو لعبة حاسوب لا أكثر.
ولذلك، فإن تصعيد ترامب غير المقصود قد يؤدي فعليًا إلى إحياء الخوف النووي في الوعي الغربي، وهو ما اعتبره بعض الخبراء الروس، ومنهم سيرغي كاراغانوف، خطوة قد تصب في مصلحة موسكو أكثر مما تضرّها.
خلاصة الموقف
من منظور استراتيجي، فإن إعلان ترامب عن هذه التجارب لم يُظهر واشنطن بمظهر القائد الحازم، بل العكس تمامًا؛ فقد بدت كمن يسعى لاستعادة توازن الردع بالتصعيد اللفظي لا بالقدرة الفعلية.
وفي الوقت الذي تحاول فيه موسكو ترسيخ واقع عسكري جديد عبر التكنولوجيا النووية المتقدمة، تبدو واشنطن – وفق مراقبين – منشغلة باستعراض سياسي أكثر منه بردع واقعي.