**رسالة شكر وعرفان بالجميل إلى صاحب السيرة العطرة… الدكتور فتحي صالح**
بقلم : عوني الرجوب
كاتب وباحث سياسي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدُ لله الذي يجزي المحسنين ويُثيب أهلَ الوفاء والإخلاص، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
إنَّ الكلماتِ وإن سمت تعجز، والأحرفَ وإن ازدانت تقصر، أمام مقامٍ كريم، وخلقٍ عظيم، ورجلٍ جمع من مكارم الأخلاق ما تفرق في غيره.
إنه الدكتور فتحي صالح، الرجل الورِع، صاحب الدين والخلق والمبادئ الراسخة، الذي ما عرفناه إلا وفيًّا إن وعد، صادقًا إن تحدث، كريمًا إن أعطى، رقيق القلب إن أطعم وأسقى، فيُشبع الأرواح قبل الأجساد، ويروي القلوب قبل العطاش.
عرفناه شامخًا بشهامته، ثابتًا بسمته، حسن المعشر، كريم النفس، طيب الخصال.
جمع بين خُلق العلماء واتزان الحكماء، فكان ربّانًا حكيماً حين اشتد الموج، وحين كادت السُبل تتشعب والآراء تتباين، فوحّد الكلمة وجمع القلوب على المحبة والنية الصادقة.
لقد سعى ــ بما حباه الله من بصيرة وإخلاص ــ في لمّ الصف بين حزب الأنصار وحزب نماء، فنجح حيث عجز الآخرون، وبذل جهده فحقق من التفاهمات ما لم يُظن تحقيقه. وبحنكته استطاع تنفيذ الكثير من الاتفاقات التي لولا حكمته ورجاحة رأيه لكادت أن تعصف بمشروع الاندماج، وتذهب بجهود شهور ، أدراج الرياح.
وليس غريبًا على من سلك طريق المروءة أن يكون سقّاءً للخير، وباذلًا للمعروف، وصاحب يد بيضاء لا تنتظر جزاءً ولا ثناءً.
فذلك الخلق النبيل لم يكن عرضًا طارئًا، بل جذورُ أصالةٍ وإيمان، وثمارُ تربيةٍ صالحة، وعلامة رجالٍ آثروا أن يكونوا شموعًا تضيء الطريق لغيرها.
إنَّ الشكرَ في حقكم قليل، والثناء عليكم قصير، ولكنها كلمات للوفاء لا للوفاض، وللتقدير لا للمجاملة.
فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله، وأنتم أهلٌ للشكر والتقدير والدعاء الصالح.
جزاكم الله خير الجزاء، وبارك في علمكم وعملكم، وجعل ما قدمتم في ميزان حسناتكم، وكتب أجرَ مساعيكم في جمع القلوب وتوحيد الصف وبناء جسور التفاهم.
وإننا إذ نرفع إليكم هذه الكلمات، فإنما نرفع معها محبةً وتقديرًا وإجلالًا، سائلين الله تعالى أن يمد في عمركم على الطاعة، ويرزقكم السداد في القول والعمل، وأن يجعل الخير رفيق دربكم حيث كنتم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مع خالص الشكر والاحترام والتقدير