رثــاءٌ فــي ذكــرى ميلاد جــلالــةِ المــلِــك الحسين بن طلال رحمه الله

 

بقلم : عوني الرجوب، 

باحث وكاتب سياسي

في 14 تشرين الثاني / نوفمبر 1935، وُلد جلالة الملك الحسين بن طلال، وكان ميلادًا أضاء تاريخ الأردن، وفتح صفحة قائدٍ سيكبر معه الوطن، ويعلو به اسمه، ويتعلّم منه معنى الحكمة والوفاء والإنسانية.

في هذا اليوم من كل عام، تعود الذاكرة إلى تلك اللحظة التي بدأ فيها مسار ملكٍ سيصبح رمزًا للدولة، وسندًا للشعب، وصوتًا للحق، وحارسًا لكرامة الأمة.

لكن ذكرى الميلاد، مهما كانت مفعمة بالفرح، تحمل في طياتها غصّة الفقد؛

فما إن نتذكر ميلاده، حتى يقفز إلى القلب يوم رحيله، يوم 7 شباط / فبراير 1999، ذلك اليوم الذي انحنى فيه الوطن حزنًا، وبكت الجبال والرجالً والنساءً والأطفال على غياب قائدٍ لا يُعوَّض.

لقد كان جلالةُ الملك مدرسةً في الثبات؛

إذا اشتدت الأزمات… كان أولَ الواقفين، الداعمين  الغيورين على اوطانهم

وإذا ضاقت على الناس أيامُهم… كان أوسعَهم صدرًا وأقربَهم للقلوب.

وقد ترك في مسيرة الدولة بصمةً لا تُمحى،

بصمةَ قائدٍ عاش للناس، ولم يعش لنفسه.

اليوم، ونحن نستحضر سيرتَه،

نستحضر دولةً بُنيت على صوته،

وجيشًا تربّى على قسمه،

وشعبًا أحبّه لأنه كان أقربَ إلى الأب منه إلى الملك.

رحمَ الله الحسين…

فميلاده فرحة وطن،

ورحيله وجع لا يزول،

وسيظلُّ في الوجدان ملكًا حيًا في قلوبنا،

خالداً بما تركه من أثرٍ في القلوب،

وبما أورثه للأجيال من معنى الشموخ والانتماء