الرمثا وخلايا العبث… والأردن الذي لا ينحني ..
خاص / محمود المجالي
لم يعد في المشهد متسعٌ للمناورات أو التبريرات. من يمدّ يده إلى أمن الأردن، أيّاً كان حجمه أو موقعه أو وهمه، إنما يضع نفسه في مواجهة دولة لم تُجرب الضعف يوماً، ولم تسمح لذرة فوضى أن تتسلل من ثغرة، لا في الرمثا ولا في أبعد نقطة من الجغرافيا.
الرمثا، المدينة التي دفعت ثمن الجوار الملتهب، لم تكن يوماً حاضنة لانحراف ولا بوابة إجرام. لكن ،وكما يحصل في كل المجتمعات ، قد يظهر أفراد يختارون العتمة طريقاً لهم، ويتوهمون أن بإمكانهم تشكيل خلايا أو شبكات تعمل خارج منطق الدولة والقانون. هؤلاء لا يمثلون المدينة، ولا حتى أطياف أهلها، بل يمثلون سقوطهم الشخصي لا أكثر.
ومع ذلك، فإن مجرد التفكير بالعبث بأمن الأردن هو جنون في حدّ ذاته.
فالدولة التي أطفأت نيران الإرهاب على حدودها، وأسقطت أخطر المخططات قبل أن يُعلن عنها، لا تنتظر حتى تكبر الشرارة. بل تضرب في اللحظة التي يدور فيها الهمس، وتقطع الطريق على أي بذرة فاسدة قبل أن تتجرأ على النمو.
الأردن ليس دولة رخوة.
وليس نظاماً يُدار بالصدفة أو التساهل.
الأردن وعلى لسان الواقع لا الشعارات، عصيّ على الاختراق، صلب في وجه الطامعين، شديد على كل من يجرّب الاقتراب من أمنه.
في الرمثا أو غيرها، من يختار طريق الإرهاب، أو يحاول تشكيل خلايا تحاول العبث بنسيج الدولة، سيجد نفسه سريعاً أمام حائط صلب لا يُخترق:
حائط الأجهزة الأمنية الأردنية التي لا تعرف التردد، ولا تجامل، ولا تسمح للمغامرين بأن يحوّلوا أحلامهم السوداء إلى تهديد حقيقي.
وليعلم الجميع: الأردن أكبر من مؤامرة، وأقوى من خلية، وأسرع من أي محاولة ارتجال أمني.
ومن يجرّب العبث، يكتشف أن هذا البلد ليس سهلاً… ولا يرحم من يمد يده إلى أمنه.