يا ليلُ الصّبُ متى غدُهُ ؟
طلعت شناعة - منذ أن غنت فيروز قصيدة :
« يا ليل الصب متى غده/ أقيام الساعة موعده ؟ والمواطن العربي ينتظر الجواب..
ف ( ليل الصب) كما ليل المواطن العربي.. بلا انتهاء.
ولا أحد يدري هل كان صاحب القصيدة الشيخ الضرير الحُصري القيرواني يتنبأ بمستقبل البلاد العربية قبل عشرات السنين عندما كتب قصيدته الشهيرة ؟
وماذا عن مطربة العرب وسفيرتنا إلى القمر والنجوم « : « فيروز ..تنا « .. التي يعاني( لبنان..ها) من ظروف صعبة وبات مستقبل الناس فيه مثل ليل العاشقين.. طويل .. طويل.؟
تحضر فيروز كما هي دائما بروائعها وكبريائها ..ويحضر الهمّ اللبناني والعربي..
تنشد « جارة القمر « :
« ياليل الصب متى غده /أقيام الساعة موعدهُ؟
رقد السُّمَّارُ وأرّقهُ / أسفٌ للبين يردِّدُّهُ
فبكاه النّجم ورق لهُ /مما يرعاه ويرصدهُ
حتى تقول :
« كلفٌ بغزالٍ ذي هيفٍ / خوف الواشين يشرِّدهُ
نصبت عيناي له شركاً /في النوم فعزّ تصيدهُ «
ومن القيرواني صاحب « يا ليل الصب « .. إلى الشاعر نجم الدين القمراوي الذي عارض القيرواني وكتب قصيدة على ذات الوزن والمعنى .. منها :
« قد ملّ مريضك عوّده
ورثى لأسيرك حسدهُ
لم يبقِ جفاك سوى نفسٍ
زفرات الشوق تصّعدهُ «.
وهذه صورة ثانية ل ناصح الدين الأرجاني إذ يقول :
« هل أنت بطولك مسعدهُ / يا ليل فصبحك موعدهُ
لا كان قصير الليل فتًى/ ميعاد منيته غدهُ
في صدري من كلفٍ بكُمُ / جند للشوق يجنّدهُ «
وأبرع من عارض قصيدة « يا ليل الصب « من الشعراء المعاصرين أمير الشعراء أحمد شوقي إذ يقول في القصيدة التي غناها محمد عبد الوهاب وحفظناها دون أن نفهمها عندما سمعناه لأول مرة :
« مُضناك جفاه مرقدهُ / وبكاه ورحم عوَّدُهُ
حيران القلب معذبهُ / مقروح الجفن مسّهدهُ «
...ويا ليل الصبّ
متى غده ؟