يوم الشهيد العراقي
حمادة فراعنة -توقف العراقيون يوم الأول من كانون أول، وفاء وتقديراً ليوم شهيدهم، ويومهم هذا يذكرهم بمعركة البسيتين التي قارفت يومها إيران جريمة إعدام 2000 أسير عراقي، بدم بارد، حقداً على شعب العراق، وعلى الشيعة منهم أكثر من حقدهم على السنة، وعلى الكرد كما على العرب، وعلى المسيحيين كما على المسلمين، فالتمزيق والشرذمة وإظهار التباين بعيداً عن المواطنة العراقية الواحدة سمة استعمارية أجنبية لإضعاف شعوبنا وجعلها آيلة ومستجيبة للتفرقة عبر أدوات تدعي الحفاظ على الخصوصية، ولكنها إما أنها تبحث عن مكانة انتهازية لها أو تتغول على الآخرين بإسناد أجنبي كما فعلت وتفعل أحزاب ميليشيات ترتبط بالأجهزة الإيرانية امتداداً لما فعله الاميركي بريمر في نقل تجربة المحاصصة اللبنانية لقلب العراق وعقله وشعبه فدمره ولا يزال.
ثورة العراق وطنية ليست مقتصرة على طرف عراقي او مكون واحد، إنها ثورة العراقيين للمواطنة العراقية، من اجل عراق موحد ديمقراطي منصف لكل مكونات العراق على أساس العدالة والمساواة ودستور ديمقراطي تنتصر فيه المسؤولية نتاج صناديق الاقتراع.
يوم الشهيد العراقي، يوم التضحيات في فلسطين ضد العدو الوطني والقومي: المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي، في عدة مواقع وعدة ازمان، ويوم المشاركة في معركة تشرين على الجبهة الشرقية، ويوم تضحيات العراقيين في مواجهة إيران ومحاولات فرض تجربتها الخمينية على العرب، والتسلل عبر ولاية الفقيه المذهبية الضيقة، لثماني سنوات متواصلة كانت نهايتها تجرع السم للمعتدين.
انتصار العراق، ثم تدميره بخطيئة اجتياح الكويت التي قدم عزت الدوري اعتذاره عبر رسالة مفتوحة لأمير الكويت بهدف طي تلك الخطيئة، لأنها أدت إلى تدمير جيش العراق على أيدي الغزاة الأميركيين.
ها هو شعب العراق بانتفاضته المدنية السلمية، يعيد رسم خطوات مستقبله بتضحيات وبسالة مواطنيه وشجاعتهم في مواجهة جرائم الميليشيات التي تتطاول بالنيران الحية السوداء على صدور ورؤوس المحتجين ضد الفساد، وها هم قد حققوا الخطوة الأولى بسقوط الحكومة مما دفعهم نحو مواصلة المشوار باتجاه خطوات لاحقة عبر رفع شعار أكثر وضوحاً يستهدف النظام برمته، وتقويض الأسس التي قام عليها منذ الاحتلال الأميركي الذي قوّض الدولة العراقية وفكفك مؤسساتها ليسهل عليه إدارتها بعد إعادة توليفها مع أطراف وصلت مع الدبابة الأميركية من طهران.
نضال العراقيين حتى ولو غضب البعض منهم، وضرب رأسه بالحيط يجب أن يتواصل مدنياً وسلمياً بمشاركة كل العراقيين رجالاً ونساء، كهولاً وشباباً، عرباً وكرداً، شيعة وسنة، من كل مكونات الشعب العراقي في أتون المواجهة الشعبية ضد الذل والتطرف وأدوات واشنطن وطهران، وضد كل قوى الظلام والتخلف، ومن أجل انتصار الوطنية والقومية، واليسار، والليبرالية التعددية التي تحفظ للعراق كرامته واستقلاله وثرواته، لمصلحة شعب العراق الذي يستحق هذه التضحيات التي يقدمها في مواجهة الميليشيات وأجهزتهم وأدواتهم.