منار المحاسنة.. هكذا تُعاقَب الكفاءات بينما تُكافَأ الواجهات..
المهندسة منار المحاسنة ، من ضحايا قرارات حكومية إنهاء خدمات غير منصفة و لا مبررة .
المحاسنة تم إحالتها على التقاعد ، وهي أمين عام لسلطة وادي الاردن .
أكتب عن المحاسنة ، لأكثر من سبب ودافع .
و أبرزها أن بيروقراط الدولة شحيح و فقير في خبراء و فني المياه ، ومن يملكون دراية كافية في أدارة ملف المياه .
و كما أنه القدر التعيس و البائس في شح موارد ومصادر المياه في الاردن ، وما نعاني من جفاف قاتل .
المحاسنة في خدمتها في وزارة المياه ساهمت كثيرا في وضع لمسات يصعب تجاهلها في صناعة السياسة المائية و القرار المائي الاردني .
و لها بصمة مشهودة في تطوير الوزارة و اذرعها المؤسساتية ، والارتقى و التطور الإداري و حوكمة إدارات المياه .
في وزارة المياه عرفت المحاسنة بصرامتها و حكمتها و درايتها في صناعة واتخاذ القرار ..
و انتجت جيلا اداريا متميزا وواعيا ومسؤولا ، وجيلا يواصل اليوم مسيرة البناء و التقدم في إدارة ملف المياه .
و الأهم أن المحاسنة من الخبراء الحقيقون في ملف المياه ، وهم معدودون على أصابع اليد في بلادنا .
في الوظيفة ، المحاسنة لم تتاكيء على مراكز قوى و نفوذ ، و سلاحها و مصدر قوتها كان نزاهتها و خبراتها و علمها ، و سيرتها في العمل ، ورصيدها الاجتماعي ، حيث جاءت من اقصى الجنوب المنسي و المهمش من " الطفيلة " الى عمان .
ما هو لافت في سيرة المحاسنة أنها تعاطت مع ملف المياه بوطنية أردنية خالصة .
و لم تحسب على منظمات دولية ، و لم تحسب على سفارات دول مانحة وممولة ، حسبت بانحياز مطلق على الدولة الاردنية و بيروقرطها فحسب .
لربما في موضوع تمكين المرأة الاردنية ، ثمة إشكال كبير ، و إشكال ضحيته الاردنيات الاصليات .. و الاردنيات اللواتي تعاطن مع المرأة في السلطة من جانب ملتزم وطنيا .
المهندسة المحاسنة تحتاج الى قراءة عميقة من الدولة . و هي من الاردنيات اللواتي تركن بصمة هامة في بيروقراط الدولة و ملف المياه على شدة حساسيته أمنيا و استراتيجيا .
وثمة فارق كبير في موضوع المرأة و السلطة و الوظائف العليا في الدولة ، ما بين نساء يرتقن في الوظيفة تحت غطاء و بدوافع ال " كوتا " و التمثيل الشكلي للمرأة في السلطة ، و آخريات تقدمن بالاجتهاد و العلم و الدراية ، و الاخلاص في العمل .
فارس حباشنة