إطلاق الدراسة الوطنية حول فجوة المهارات الرقمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات

 

أطلقت جمعية المهارات الرقمية الدراسة الوطنية للمهارات الرقمية لعام 2025 بعنوان "تحليل فجوة العرض والطلب للمهارات الرقمية في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن" والتي أجرتها الجمعية ضمن مشروع الشباب والتكنولوجيا والوظائف لدى وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة، وذلك خلال حفل أقيم برعاية وحضور وزير الاقتصاد الرقمي والريادة المهندس سامي سميرات، وبمشاركة وزير العمل الأستاذ خالد البكار ووزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور عزمي محافظة، وعدد من رؤساء الجامعات وممثلي القطاع الخاص والجهات المانحة.

تأتي هذه الدراسة، والتي تجريها الجمعية كل عامين، لتعكس التطورات المتسارعة في متطلبات سوق العمل الرقمي وتوفر تحليلًا دقيقاً لواقع المهارات المطلوبة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ومدى تلبية مخرجات التعليم العالي لها، حيث تهدف الدراسة إلى تشجيع تنسيق الجهود الوطنية الهادفة إلى تعزيز التنافسية الرقمية وتمكين الشباب الأردني بمهارات المستقبل.

وأكد وزير الاقتصاد الرقمي والريادة، في كلمته خلال الحفل، أن الدراسة تمثل محطة مهمة ضمن مسار التحديث الاقتصادي، مشيرًا إلى أن تنمية المهارات الرقمية أصبحت عنصرًا أساسيًا في تعزيز النمو الاقتصادي وفتح فرص عمل نوعية للشباب. ودعا إلى تعزيز التكامل بين التعليم والتدريب والقطاع الخاص لضمان مواءمة المخرجات مع احتياجات سوق العمل المتطور.

وقال سميرات إن القيمة الحقيقية لهذه الدراسة ستتجسد في قدرتنا على تحويل توصياتها إلى خطوات عملية وإنجازات قابلة للقياس، مؤكدًا أن بناء منظومة وطنية قوية للمهارات الرقمية يتطلب عملاً مشتركًا تتكامل فيه جهود الجامعات ومؤسسات التدريب والقطاع الخاص والجهات الحكومية. وأضاف أن الوزارة ملتزمة بمتابعة نتائج الدراسة وترجمتها إلى مبادرات تنفيذية بالتعاون مع جميع الشركاء، وبما يفتح آفاقًا جديدة أمام الشباب الأردني ويعزز حضور الأردن على خارطة الاقتصاد الرقمي الإقليمي والدولي.

وقال رئيس مجلس إدارة جمعية المهارات الرقمية الدكتور علاء نشيوات إن إعداد هذه الدراسة يأتي استجابة لحاجة وطنية ملحّة لفهم واقع المهارات الرقمية، وتحديد الفجوات التي تعيق جاهزية الكفاءات الشابة لسوق العمل الحديث. وأضاف أن الجمعية، من خلال تنفيذها لمحور المهارات ضمن مشروع "الشباب والتكنولوجيا والوظائف"، تعمل على تطوير منظومة تدريب قائمة على تحليل علمي للمهارات المطلوبة فعليًا، مؤكدًا أن نتائج الدراسة تشكل مرجعًا مهمًا لتوجيه السياسات الوطنية، وتعزيز قدرة الشباب على المنافسة في الاقتصاد الرقمي العالمي.

قال رئيس هيئة المديرين في جمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات «إنتاج» فادي قطيشات إن إطلاق هذا التقرير يشكّل خارطة طريق متكاملة تجمع بين المنظومة التعليمية والقطاع الخاص وصنّاع السياسات، وعلى رأسهم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وهيئة الاعتماد، بهدف مواءمة مخرجات التعليم مع احتياجات سوق العمل.

وتخلل الحفل عرض لأبرز نتائج الدراسة، التي اعتمدت على منهجية بحثية متعددة المصادر شملت تحليل المناهج، واستطلاعات أصحاب العمل، والمجموعات النقاشية، والبيانات الكمية، إضافة إلى تحليل إعلانات التوظيف لرصد المهارات الرقمية الأكثر طلبًا في السوق الأردني. وأظهرت النتائج قوة منظومة المهارات الرقمية في الأردن، حيث بلغ عدد خريجي تخصصات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات 12,000 خريج وخريجة خلال عامي 2024/2025، ما يرسّخ مكانة المملكة كإحدى أبرز الدول في المنطقة في رفد الكفاءات المؤهلة في هذا القطاع، ويعزز تنافسيتها المتنامية في الاقتصاد الرقمي.

كما تبرز الدراسة أن القوى العاملة في قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في الأردن بلغت 47,840 عاملاً وعاملة في عام 2025، حيث شكّلت النساء 33% من إجمالي القوى العاملة، في حين لم تتجاوز نسبة تمثيلهن في المناصب القيادية 4%.

كما شهدت الفعالية جلسة نقاشية بعنوان "نحو تكامل الجهود لتلبية متطلبات الاقتصاد الرقمي"، بمشاركة عدد من خبراء التدريب وممثلي القطاع الخاص وشركاء البرامج التنموية، تناولت آليات تعزيز منظومة المهارات الرقمية، والحاجات المتجددة باستمرار للمهارات الرقمية الحديثة في سوق العمل  . وأكد المشاركون على أهمية الدراسة باعتبارها مرجعًا وطنيًا يوفر بيانات دقيقة تدعم صناع القرار في تطوير برامج تنمية المهارات الرقمية، وتمكين الشباب من الاستفادة من الفرص التي يتيحها الاقتصاد الرقمي وتعزيز مشاركتهم في بناء الاقتصاد الرقمي.

ويأتي إطلاق دراسة 2025 تحديثًا شاملاً للدراسة السابقة التي أُطلقت في عام 2022 ضمن جهود مشتركة بين الحكومة والقطاع الخاص والمؤسسات الدولية الداعمة، لتعزيز التنافسية الرقمية في الأردن، ودعم سياسات وبرامج إعداد جيل قادر على مواكبة متطلبات سوق العمل الحديث. ويشار إلى أن إجراء الدراسة جاء بتنفيذ كل من شركة "Better Business" وجمعية شركات تقنية المعلومات والاتصالات "إنتاج".