كأس العرب هاشمي ...



د. حازم قشوع

بواقعية مجردة وبالكتاب المقرون، فإن كأس العرب 2025 لن يكون إلا هاشمي بالعنوان والمضمون، فإن ذهبت رياحه للغرب وحط فى رباط المجد نزل عند أسود الأطلس فكان هاشمى، وإن نزل حيث ينبغي له أن ينزل فى دوحة الهلال الخصيب فى اردن الرباط والاتفاق حمل منزلة النشامى ورتبة نزل مباركه واسعد اهل الهلال الخصيب وهم التواقين للفرح وجعله أيضا هاشمي، وهذا ما جعل من كأس العرب بدورته الحالية يرفعه الهاشميين بالنسب كانوا أو بالتبعية في المشرق العربي أو فى مغربه.

ولعل الفريقين الأردني والمغربي وهم يتقابلون بالمنازلة النهائية في مونديال العرب يعلمون أكثر من غيرهم معنى العودة بكأس العرب إلى عمان أو للرباط، لما يشكله هذا الكأس من رمزية عربية وبيان للغة الضاد حرص لاطلاقها بنى هاشم ومازالوا يعملون من أجل صيانة مجدها وحماية إرثها، وهذا ما جعل المباراة النهائية تحمل سمة "ديربي هاشمي خالص" وذلك بالمناظرة الكروية التي ستكون بين المشرق والمغرب في نهائي الكأس، لا سيما وأن الفريقين لم يخسرا اية منازله منذ انطلاق مونديال العرب لحين محطة وصولهم لنهائي البطولة يوم الخميس القادم، وهذا ما يجعلهم الأكثر تأهيلا بين الفرق المشاركة.

صحيح أن الأرقام حسب آراء الخبراء قد تميل لصالح المغرب الهاشمي حسابيا لاسيما وأن المغرب أصبح فى كوكب آخر كرويا على حد وصفهم نتيجة الطابع المؤسسي الذي أخذ يشكله النموذج المغربي بالمدرسة الكروية، لكن ما هو صحيح ايضا ان الاردن أخذ يشكل مدرسة كروية مميزة تميزها الإرادة الصلبة والعزيمة الواثقة من تحقيق المنجز تلو المنجز، فكما تم تتويج الاردن بوصافة آسيا وتأهله لمونديال الفيفا القادم في امريكا، اخذت تثبت إرادته قدرتها على كتابة التاريخ بواقع جدارة الاردن ببلوغ المباراة النهائية بعدما حقق النشامى العلامة الكاملة الفنية والعلامة الكاملة الجماهيرية، ليصبح الفريق الاردني الفريق الأكثر شعبية بين الفرق العربية يناصره المشرق العربي كما معظم المغرب العربي في نهائي كأس العرب الذى يحمل عنوان ديربي الهواشم لهذا العام.

أن نشامى الاردن وهم يقفون على منصات التتويج بدافع تحقيق المنجز الكروي، انما يمتطون صهوة الفوز بحمل راية البيرق على الرغم من كل التحديات التي واجهتهم ميدانيا بعدما أصيب يزن النعيمات الذى يعتبر أحد أهم رموز المنتخب والوطن العربي كرويا، الا ان هذه الاصابة أخذت تشكل حافزا إضافيا للمنتخب وتجعلهم يعملون من أجل الظفر بكأس البطولة ليرفعه البطل يزن النعيمات في نهاية المطاف، وهى الحادثة التى تؤكد على روح الفريق الواحد التى يحملها نشامى الاردن وهم يشكلون جملة تجانس مشتركة تبينها نجمة سبعة المثاني التي لا تقبل القسمة، وهى الحالة التى قام على نسجها الأمير الحسين نتيجه اهتمامه بالفريق وعمل على زرعها بنفوسهم ببيان قربه من الفريق حتى غدت روح الفريق الواحد تشكل نموذج ماثل للعيان، كما عمل الملك عبدالله فى المقياس العام على بلورة ذلك على المستوى الوطنى العام.

وهي الدوافع التى جعلت من النشامى قادرين على التتويج فنيا كما تلتف حولهم جماهير كبيرة مساندة أثبتت بحضورها الوجاهي الواسع صدق انتمائها، كما بخلو شوارع الاردن من المارة وقت المباريات لعظيم ولاءها للنظام الهاشمي، وهي الحاضنة التي يحملها نشامى الاردن من اجل رفعة الوطن وصون رسالته، وهى الصورة التى أخذ يرسمها نشامى المنتخب بحادثة أصابه يزن النعيمات من اجل تتويجه بالكأس والتى تؤكد ان الاردن وهو مجتمع واحد ومتجانس يرسم صورة عائلة واحدة يقودها رب الأسرة الأردنية سيدنا ابو حسين، الذي سيحمل كاس العرب فى ديربي بنى هاشم وهو يستقبل ابطال العرب يوم الجمعه القادم بإذن الله.