6 إخفاقات سياسية ارتكبها نتنياهو أخطر من فساده.. تعرف إليها


قال كاتب إسرائيلي عكيفا ألدار، الرئيس السابق لمكتب صحيفة هآرتس بواشنطن، في مقاله على موقع "المونيتور"* إن "بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلية ارتكب جملة أخطاء استراتيجية، لعلها أكثر خطورة من قضايا الفساد المتهم بها، بل إن اتهامات تلقيه الرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة لا توازي الوزن الثقيل لسلسلة طويلة من الإخفاقات الاستراتيجية التي ارتكبها ضد الدولة، من خلال انعدام المسؤولية، وتعريض أمن إسرائيل ومواطنيها للخطر".

وأضاف أن "التاريخ الإسرائيلي سيذكر أن نتنياهو هو أول رئيس حكومة توجه إليه تهم بالفساد والمحاكمة الجنائية، وهو ما زال في موقعه، بجانب لائحة اتهام أخرى غير جنائية ذات طابع سياسي أمني استراتيجي، كل بند منها يشكل اتهاما له".

ألدار بدأ "بالاتهام الأول لنتنياهو المتعلق بشعار "إسرائيل ضد نتنياهو"، وما علم أنه قتل عن سابق إصرار وتعمد المشروع الصهيوني، حين طالب القيادة الفلسطينية بالاعتراف بإسرائيل دولة للشعب اليهودي، وزيادة المشاريع الاستيطانية، والتحريض، وسياسة الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتهديد حياة مستوطني غلاف غزة، والضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب للقيام بخطوات أحادية الجانب من أجل تجميد العملية السياسية".

وأشار إلى أن "الاتهام الثاني لنتنياهو القضاء على الاتفاق النووي الإيراني الذي وقعت عليه القوى العظمى، بتوظيف الجاليات اليهودية والروابط الأنغليكانية بضغطها على ترامب لإعلان انسحابه من الاتفاق، وزيادة حدة العقوبات على إيران، وهذا التوجه الذي قاده نتنياهو معاكس لمواقف المنظومة الأمنية التي اعتبرت الاتفاق تسوية مريحة نسبيا لإسرائيل، لأن البدائل التي حذروا منها عن الاتفاق بدأت بالتحقق أمام نواظر الإسرائيليين".

وأوضح ألدار، المصنف ضمن قائمة المحللين الأكثر تأثيرا في العالم، مؤلف كتاب "المستوطنون ودولة إسرائيل"، أن "الاتهام الثالث لنتنياهو إيصال العلاقات بالأردن لمستوى غير مسبوق من التدهور، وفق اعتراف الملك الأردني، الذي اضطر لعدم تمديد استئجار إسرائيل للأراضي الزراعية، والإعلانات المستفزة من نتنياهو بضم غور الأردن، وعدم الحرص على تهدئة القلق الأردني مما يحصل للأماكن المقدسة الإسلامية في القدس".

وأكد أن "الاتهام الرابع لنتنياهو هو تشويه صورة الديمقراطية الإسرائيلية في المجتمع الدولي، وانتهاكات حقوق الإنسان الفلسطيني في الأراضي المحتلة، ومحاولات محو الخط الأخضر، وتدهور علاقات إسرائيل مع الاتحاد الأوروبي التي ذهبت باتجاه وسم المنتجات الإسرائيلية المصنعة في مستوطنات الضفة الغربية وشرقي القدس وهضبة الجولان". 

وأشار إلى أن "نتنياهو زاد علاقات إسرائيل بدول يقودها رؤساء مثيرون للحيرة، مثل ترامب الذي يعيش ذروة إجراءات العزل، ورئيس حكومة هنغاريا فيكتور أوربان، والرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، وحاكم الفيلبين رودريغو دوتارتا، ورئيس حكومة بولندا ماتواش موربيتسيكي، مع أن علاقاتهم بإسرائيل تقتصر على الصور التذكارية لنتنياهو، ومصافحات الأيدي، وتجاهل تصريحاتهم المعادية للسامية، وصفقات بيع السلاح لهم". 
 
وأضاف أن "الاتهام الخامس لنتنياهو تفويت الفرصة على إقامة حلف استراتيجي مع الدول العربية، وعزل إيران وحلفائها، فما اتضح لاحقا حول رغبة جدية لدى عدد من دول الخليج، وعلى رأسها السعودية التي فتحت أجواءها أمام الطيران الهندي المتجه لتل أبيب، كانت خدمة لمصالح لنتنياهو، لأن ادعاءه بإمكانية تطوير علاقات إسرائيل مع هذه الدول، ببقاء الاحتلال في الأراضي الفلسطينية، هي دعاية رخيصة وسياسة مجرمة".

وختم بالقول إن "الاتهام السادس لنتنياهو هو الإضرار بعلاقات إسرائيل مع الحزب الديمقراطي الأميركي، والمحور الأساسي في الجالية اليهودية الأميركية، لأن تماهي نتنياهو المطلق مع الحزب الجمهوري جعل من دعم إسرائيل مسألة خلافية داخل الساحة السياسية الأميركية، بعد أن كان موضوعا توافقيا استراتيجيا خارج أي خلافات أميركية داخلية".

وأكد أن "جميع بنود لائحة الاتهام السياسية والأمنية التي ارتكبها نتنياهو لا تقل خطورة عن لائحة الاتهامات الجنائية، ما يجعل كل يوم يمر على إسرائيل وهو رئيس حكومتها يوما أسود للدولة".