بعد هجوم بوندي.. ولاية أسترالية تسعى لحظر أعلام حماس وحزب الله

أعلن رئيس وزراء حكومة نيو ساوث ويلز، كريس مينز أن حكومته ستطبق تشريعات جديدة صارمة تتعلق بحظر ما وصفه بـ"خطاب الكراهية"، ومنها حظر رفع أعلام حركة حماس وحزب الله اللبناني وتنظيم الدولة الإسلامية، وأي رموز تدل على الكراهية.

 

وأضاف مينز أن برلمان الولاية سيجتمع الاثنين المقبل لمناقشة التشريعات الجديدة.

بدوره، قال المدعي العام للولاية مايكل ‌دالي في مؤتمر صحفي في سيدني "لا يمكن أن يعرض هذه الرموز إلا شخص مختل عقليا أو لديه نية للإهانة والتخويف والترهيب".

وتأتي هذه الخطوة، بعد تعهد رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي، بتشديد العقوبات على التطرف، وشن حملة على "الكراهية والانقسام والتطرف" بعد حادث إطلاق النار الجماعي المميت في شاطئ بوندي في سيدني.

في الأثناء، أكدت الشرطة الأسترالية أنها اعتقلت 7 أشخاص قالت إنهم يحملون "أيديولوجية إسلامية متطرفة". وقال مفوض الشرطة إن المعتقلين كانوا في رحلة من ميلبورن إلى شاطئ بوندي في سيدني قبل أن يتم توقيفهم.

عزيمة اليهود

على صعيد آخر قال ألبانيزي اليوم السبت إن اليهود في بلده لديهم عزيمة "لا يمكن أن تنكسر"، وذلك بعد حضوره مراسم تأبين في كنيس في سيدني لقتلى واقعة إطلاق النار العشوائي على احتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا) بأحد الشواطئ.

وذكر أن "لكل يهودي أسترالي الحق في أن يفخر بهويته وبما يؤمن به، وكذلك في أن يشعر بالأمان والتقدير والاحترام لمساهمته في أمتنا العظيمة".

وأشار ألبانيزي إلى إن قوانين جديدة مرتبطة بـ"خطاب الكراهية المشدد" ستعاقب الدعاة والقادة الذين يحرضون على الكراهية والعنف، لافتا إلى أن أستراليا ستضع نظاما لتصنيف المنظمات التي يقودها أشخاص يبثون خطابات كراهية.

وبيّن ألبانيزي أن الحكومة ستعزز أيضا صلاحيات وزير الشؤون الداخلية لإلغاء أو رفض تأشيرات الأشخاص الذين ينشرون خطابات "الكراهية والانقسام".

ويجري التحقيق في الهجوم الذي وقع على شاطئ بونداي يوم الأحد الماضي، وهو الأسوأ في أستراليا منذ ‍ما يقرب من 30 عاما، باعتباره عملا إرهابيا يستهدف اليهود. وكثفت السلطات من نشر الدوريات وقوات الشرطة في أنحاء البلاد.

وتقول السلطات إن مسلحا يدعى ساجد أكرم (50 عاما) قُتل ‌برصاص الشرطة في مكان الهجوم. أما ابنه نافيد أكرم (24 عاما)، والذي أصيب أيضا برصاص الشرطة، فقد وجهت إليه 59 تهمة، تتضمن القتل والإرهاب.

وقالت مفوضة الشرطة الاتحادية كريسي باريت في بيان اليوم السبت إنه لا يزال رهن الاحتجاز في المستشفى.

ضغوط إسرائيلية

ويواجه رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي ضغوطا سياسية ودبلوماسية متزايدة، عقب الهجوم العنيف الذي وقع خلال احتفال بعيد الأنوار اليهودي (الحانوكا بالعبرية) على شاطئ بوندي الشهير في سيدني، في وقت يتصاعد فيه الجدل الداخلي حول كيفية تعامل الحكومة مع "معاداة السامية".

وعقب الهجوم، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية لارتكابه جرائم حرب في غزة- إن ما وصفه بـ"تساهل" الحكومة الأسترالية في التعامل مع تنامي معاداة السامية كان السبب وراء الهجوم.

وأضاف "في 17 أغسطس/آب أي قبل نحو 4 أشهر، أرسلت رسالة إلى رئيس الوزراء الأسترالي.. كتبتُ: إن دعوتكم لإقامة دولة فلسطينية تصب الزيت على نار معاداة السامية، وتُكافئ إرهابيي حماس، وتُشجع من يهددون اليهود الأستراليين، وتغذي كراهية اليهود التي تعم شوارعكم الآن".

وعلى الصعيد الدبلوماسي، شهدت العلاقات بين أستراليا وإسرائيل توترا منذ أغسطس/آب الماضي، عندما ألغت تل أبيب تأشيرات دبلوماسيين أستراليين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ردا على قرار كانبيرا الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما وصفته وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ حينها بأنه "رد غير مبرر".

وتتزامن هذه التطورات مع نقاشات داخل الأحزاب السياسية الأسترالية حول تشديد سياسات الهجرة، في ظل صعود أحزاب شعبوية مناهضة للهجرة في استطلاعات الرأي قبيل موسم الأعياد