فضيحة سركيس نعوم.. القاطن في العصر الجليدي
المدن - ميديا
الثلاثاء 03/12/2019
كشف مدير التحرير في مركز "كارنيغي للشرق الأوسط" في بيروت، مايكل يونغ، أن الكاتب في جريدة "النهار" اللبنانية، سركيس نعوم، اقتبس مقاله بالانكليزية والذي يحمل عنوان "حزب الله أوقع نفسه بالفخ" (أو بالأحرى ترجَمه كاملاً ووقّعه باسمه)، ونسبه إلى نفسه، من دون أي ذكر لصاحب المقال.
ونشر يونغ تغريدة في حسابه في "تويتر"، قال فيها: "من الواضح أن صديقي سركيس نعوم أعجب بمقالي حول حزب الله في موقع كارنيغي، فاستعاره تقريباً كلمة كلمة في العامود المخصص له في جريدة النهار". وأرفق يونغ تغريدته برابط للمقال الذي نشرته "النهار"، وذلك قبل أن يعود ويحذف التغريدة.
علماً أن مقال يونغ، نُشر في الموقع الالكتروني لمركز "كارنيغي"، يوم 28 تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، فيما نشر نعوم مقاله اليوم الثلاثاء 3 كانون الأول/ديسمبر.
واللافت إن أي ردّ فعل أو توضيح أو اعتذار، لم يصدر عن نعوم أو عن جريدة "النهار".
كما تشي هذه الفضيحة، ليس فقط باختلال في المعيار الأخلاقي والمهني، لا سيما بين كتّاب محترفين وخلفهم سنوات طويلة من الخبرة في العمل الصحافي والفكري. بل تشي أيضاً بأن بعض الكتّاب ما زالوا يعيشون في عصر ما قبل الانترنت، عندما كانت الترجمات والقراءات لمنصات إعلامية أجنبية، لا سيما مراكز الأبحاث المتخصصة، حكراً على فئة نخبوية من الصحافيين والأكاديميين، وحينما كانت مثل هذه الممارسات (أي السرقة) تمرّ بلا كثير جلبة ولا تُعرَف إلا في حلقات مصغّرة من المتابعين، وهذا ما نسفه تماماً عصر السوشال ميديا، وجعل كل زمن قبله يبدو أشبه بعصر جليدي موغل في القِدَم.
واللافت أن نعوم لم يتكبّد حتى عناء تغيير العنوان الذي نسخه حرفياً، الأمر الذي عرّض نعوم إلى الانتقاد في مواقع التواصل، حيث وضع كثيرون السرقة الأدبية التي اقترفها الكاتب في إطار "الفضيحة المدوية"، واعتبر آخرون أن "سرقة المقالات والأخبار مثل سرقة البلد والدولار، وكلاهما يصنف فساداً". في حين قال البعض أنها "ليست المرة الأولى التي يرتكب فيها نعوم السرقة الادبية، إذ سبق أن اقتبس العديد من الأبحاث والدارسات ونسبها إلى نفسه"، وأوردوا أمثلة من موقع "سي إن إن"، إضافة إلى التذكير بنسخ مقال للزميلة حنين غدار من الانكليزية إلى العربية، وهي كانت قد كشفت ذلك عبر صفحتها في "فايسبوك".