هدم المنازل..إرهاب دولة
محمد سلامة - معطيات منظمة بيت سيلم الإسرائيلية أفادت بأنه تم هدم (165) منزلا فلسطينيا في القدس منذ بداية عام 2019م وحتى اليوم، مقابل بناء الآلاف من الوحدات السكنية في مستعمرات المدنية المقدسة، وبما يعني أن سياسية هدم بيوت للفلسطينيين تتواصل وبنهج عنصري بغيض لم يسجل التاريخ عبر العصور إرهاب دولة أو جماعات أو عصابات قامت بغزو جوارها او شعوب أخرى هذا الإرهاب المنظم.
إسرائيل بحكوماتها اليمينية المتطرفة واليسارية المغلفة تتعمد المضي قدما في سياساتها ليس في القدس وحدها بل وفي الخليل وكافة مدن الضفة الغربية المحتلة، وحججها ومبرراتها تتلاقى والفكر الاحلالي القائم على اقتلاع صاحب الأرض وإحلال مستعمرين من أصقاع المعمورة واسكانهم في بيوت جديدة وبمزايا لا تخطر على بال أحد، وفي سياق المعطيات المحلية لا تقوى السلطة الفلسطينية على منع أو تحدي الإجراءات الإسرائيلية كونها رهينة اتفاقات وقعتها، كما أن الحال العربي يرثي حاله ولا يقوى على المواجهة، وإذا نظرنا إلى العالم وجدنا التغول الصهيوني في كل مفاصل الانظمة الدولية الكبرى وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية.
إرهاب دولة إسرائيل لا يقتصر على هدم منازل الفلسطينيين بل يتجاوزه إلى قتلهم على مفارق الطرق وفي مناطق عربدة للمستوطنين وبصورة يومية وفي كامل مساحة الجغرافيا التي باتت تحت رحمة الجرافات الصهيونية التي تقتلع اشجار الزيتون والحمضيات ويهاجم المزروعات والبساتين و....الخ ،دون رادع من أحد.
اليهود عاشوا في فلسطين كما باقي الدول العربية قبل مجيء هؤلاء الصهاينة وإقدامهم على احتلالها وتشريد سكانها وإقامة دولة لهم عاشوا كما العرب اصحاب الأرض فلا أحد يعتدي عليهم والقوانين تطبق على الجميع، وما يجري اليوم هو إرهاب دولة تحكمها عصابات إجرامية ترى في غيرها عدوا يجب اقتلاعه بالقوة وترى أن الفرصة مهيأة لهم ..ونحن نرى أن الأيام ستدور ولن تطول عمر دولة الإرهاب، وكما أتوا واحتلوا فلسطين سيأتي اليوم الذي يخرجون فيه كما دخلوا فها هي فلسطين وشعبها وجغرافيتها تهزم المحتل وترمي به وبإرهابه إلى مزابل التاريخ.