نص المقال الذي نشرت الدستور (نصفه) لعبدالرحيم جاموس .. انحراف البوصلة الوطنية لا يخدم إلا العدو ..!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بقلم / د. عبد الرحيم جاموس
نشر نصف المقال في جريدة الدستور بتاريخ 05/1/2020
لإعتبارات خاصة ولذا لكم نص المقال كاملا كما نشرته الصباح

لقد بات سلوك حركة حماس السياسي والإعلامي الداخلي والخارجي مريباً ويمثل انحرافا للبوصلة الوطنية الفلسطينية عن هدفها الذي يجب أن لا تحيد عن القيم والسلوك الوطني لمختلف القوى الفلسطينية، من خلال سياساتها ومواقفها الآخذة في التمهاهي والتساوق مع المخططات الصهيونية الامريكية، الهادفة إلى ضرب نسيج الوحدة الوطنية والإنقلاب على النظام السياسي الفلسطيني وحصاره، والسعي إلى اختزال فلسطين بحدود قطاع غزة، الذي يساوي أقل من واحد بالمئة من مساحة فلسطين، لتسهم مباشرة مع العدو الصهيوني الامريكي بتدمير المشروع الوطني الفلسطيني، واسقاط البرنامج المرحلي للنضال الوطني، والذي هو محل إجماع كافة القوى والفصائل الفلسطينية.
حماس التي رفضت أن تكون جزءا من مكونات م.ت.ف منذ النشأة والتأسيس وإلى الآن، رغم سقوط كافة ذرائعها الكاذبة والتبريرية التي كانت تتغطى بها وتخدع الجماهير كونها حركة مقاومة ترفض كل أشكال التسوية مع العدو، وأنها ستواصل المقاومة حتى تحرير فلسطين من النهر إلى البحر دفعة واحدة، هذا الشعار الاستراتيحي للثورة الفلسطينية التي ادعت تمسكها به، قد الحقت به التشويه من خلال ممارساتها الحقيقية، فيما يخص موقفها من الوحدة الوطنية، ثم من خلال علاقاتها المشبوهة مع جماعة الإخوان المسلمين وارتباطاتها الدولية مع كل من قطر وتركيا وايران ووضعها القضية الفلسطينية في سوق الإستقطابات الإقليمية والدولية، ... لتجد نفسها متساوقة مع خطط تنفيذ صفقة القرن الصهيو امريكية، ومقدماتها المتمثلة بتوافقاتها مع العدو تحت بدع ومسميات جديدة من هدنة وتهدئة وتفاهمات لضبط العلاقة بينها وبين العدو ومشاريع مشبوهة، لهدف لا يتعدى استمرار حكمها لقطاع غزة، وهنا تتحقق رغبة العدو بتأكيد فصل قطاع غزة ومستقبله ومصيره عن مستقبل ومصير بقية الأراضي الفلسطينية المحتلة، وترسيم امارة ظلامية فيه تتبع لجماعة الاخوان المسلمين الدولية..، وتصبح القضية الفلسطينية ورقة في يد هذه الجماعة وحلفائها ..!
إن هذا السلوك السياسي الشاذ والإنفرادي والإنعزالي لحركة حماس (والذي اسسته على قاعدة التخوين والتكفير للأخرين، لتبرير انقلابها على النظام السياسي الفلسطيني، وتشويه التاريخ النضالي لـ م.ت.ف وعلى رأسها حركة فتح) كل ذلك للتغطية على إنحرافها الوطني الذي بات اليوم مكشوفا للقاصي والداني ...
في هذا السياق، يأتي اتهامها اليوم لجهاز المخابرات الفلسطينية بالإشتراك بتصفية الشهيد بهاء ابوالعطا قائد سرايا القدس في شمال غزة، الذي كان يسبب لها الإزعاج في علاقاتها المتنامية مع العدو، ويكدر أمنها، ويهدد استمرار تفردها وتحكمها في قطاع غزة، من خلال عدم التزامه بتفاهماتها مع العدو، ومواصلته إطلاق الصواريخ عليه...!
إن مثل هذه الإتهامات تكشف عن مدى السقوط والإنحراف الأخلاقي والسياسي الذي وصلت إليه حركة حماس وهي المتواطئة مع الإحتلال في جريمة اغتيال الشهيد ابو العطا، هذا ما يعرفه القاصي والداني، وحركة الجهاد وذوي الشهيد الذين رفضوا استقبال محمود الزهار في بيت العزاء ...
يأتي هذا الإتهام ليفسد الأجواء الوطنية الداخلية الإيجابية، التي بدأت تستعيد شيئا من التوافق الفصائلي والوطني بغرض اجراء الإنتخابات العامة التشريعية والرئاسية، التي دعا إليها الرئيس محمود عباس من أجل إستعادة الوحدة الوطنية وإخراج النظام السياسي الفلسطيني من مأزقه ...
كل ذلك كي تستمر حماس بتفردها بعيدا عن الكل الوطني في التحكم بقطاع غزة، ولتعقد الصفقات الإنفرادية المشبوهة مع العدو تنفيذا لفصول صفقة العار.
د. عبد الرحيم محمود جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
E-mail: pcommety @ hotmail.com
الرياض 31 /12 / 2019م
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences