إسرائيل تحذر من مواجهة بحرية مع تركيا

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
قال كاتب إسرائيلي، إنه "يتوقع اندلاع نشوب مواجهة بحرية بين تركيا وإسرائيل في ظل التعاون المتواصل بين الأخيرة وقبرص واليونان لإقامة خط أنابيب بحري خاص بالغاز الطبيعي، مما يشكل تحديا للمشاريع التركية للتحول إلى لاعب إقليمي أساسي للغاز في البحر المتوسط، ويشير إلى مزيد من الاحتكاك البحري بين كلا الدولتين، أنقرة وتل أبيب، وهو ما قد يتصاعد مع مرور الوقت".
وأضاف جوشوا كراسنا في مقاله على موقع "المونيتور"، أن "تقدير الموقف السنوي لجهاز الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية- أمان المنشور قبل أيام، يشمل للمرة الأولى دولا إقليمية بعينها باتت تشكل تحديا وتهديدا جديا أمام إسرائيل، وعلى رأسها تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، رغم أنه لا يتوقع اندلاع مواجهة مباشرة بينهما، لكن توترهما الحاصل لا يترك كثيرا من الشكوك في أن التصعيد قادم على الطريق".
وأشار كراسنا، كبير المحللين السابقين والدبلوماسيين في الحكومة الإسرائيلية، والباحث بمعهدي القدس للاستراتيجية والأمن، والسياسة الخارجية، إلى أن "التوتر التركي الإسرائيلي لا يشمل فقط الخلاف على المجال الفلسطيني، أو الجماعات المسلحة، بل مجال الطاقة أيضا، وقد شهد أوائل العام الجديد توقيع إسرائيل مع قبرص واليونان على اتفاق لإقامة خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي من الشرق الأوسط إلى أوروبا عبر البحر المتوسط".
وأوضح كراسنا، المحاضر بمركز الشؤون العالمية بجامعة نيويورك، والجامعة العبرية في القدس، أن "هذا المشروع من شأنه أن يبدأ بنقل كميات الغاز من حقول الغاز في إسرائيل وقبرص مرورا بإيطاليا، ثم لسائر أنحاء أوروبا، وتأمين الطرق اليابسة لنقل هذه الكميات، صحيح أننا أمام إنجاز دبلوماسي إسرائيلي، لكننا سنكون على أهبة تصعيد أزمة قائمة بين الدول الثلاث: إسرائيل وقبرص واليونان من جهة، وتركيا من جهة أخرى".
وأكد أن "الاتفاق جزء من منتدى الغاز الإقليمي، ويشمل إضافة للدول الثلاث كلا من الأردن ومصر والسلطة الفلسطينية وإيطاليا، وطلبت فرنسا الانضمام إليه، وطلبت الولايات المتحدة أن تكون عضوا مراقبا، حتى إن بنيامين نتنياهو اعتبر أننا أمام يوم تاريخي يحول إسرائيل دولة عظمى في مجال الطاقة تصدرها، فضلا عن تعاونها مع تلك الدول، مما يعني أننا أمام تحالف حقيقي في شرق البحر المتوسط، اقتصادي وسياسي".  
وأضاف أنه "رغم هذا الإنجاز السياسي والأمني الإسرائيلي، لكنه شكل تحديا جديا أمام تركيا، ويضيف توترا للعلاقات المتوترة في الأساس منذ صعود أردوغان للحكم في 2002، وصولا لما حصل في سفينة مافي مرمرة في 2010، رغم أن تحالف اليونان وقبرص مع إسرائيل يضيف ردعا جديدا أمام تركيا، ولذلك جاء رد الفعل السلبي من أنقرة تجاه هذا الاتفاق".  
وأكد أن "تركيا ترى في منتدى الغاز الإقليمي خطوة إضافية لتقليص نفوذها الجيو-سياسي في شرق البحر المتوسط، ويهدد الاستراتيجية التركية بالتحول إلى مركز للطاقة بين الشرق والغرب TurkStream من روسيا إلى بلغاريا الموقع بين أردوغان ونظيره الروسي فلاديمير بوتين".  
وأشار إلى أن "هناك رغبة جدية باتت غير خافية، وتشير لوجود توجه للحكم التركي الحالي باستعادة نفوذ الامبراطورية العثمانية كقوة بحرية على طول شواطئ البحر المتوسط، مما تمثل بإضافة عشرين سفينة لسلاح البحرية التركية في السنوات الثلاث الأخيرة".  
وأوضح أنه "فضلا عن الأبعاد العسكرية والدبلوماسية، فإن السياسة التركية في مجال القوة البحرية والطاقة تخدم أهدافا داخلية، لأن مواجهة عسكرية تركية مع قوات غير إسلامية قد تعد خطوة شعبية في أوساط داعمي أردوغان في حزب العدالة والتنمية، كما هو الحال مع شركائه القوميين غير الإسلاميين في الائتلاف الحاكم".
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences