فلسطين تنتفض رفضا لصفقة ترامب وإغلاق الأقصى والقدس القديمة

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
أغلقت قوات الاحتلال، عصر أمس الأربعاء، المسجد الأقصى المبارك والقدس القديمة. وأفاد مصدر مسؤول من دائرة الأوقاف الإسلامية لوكالة معا الإخبارية أن شرطة الاحتلال أغلقت كافة أبواب المسجد الأقصى، ومنعت الدخول أو الخروج منه.
وأوضح شهود عيان أن قوات الاحتلال احتجزت شابين داخل مخفر الشرطة على سطح مسجد قبة الصخرة، وقامت باعتقالهما بعد تكبيلهما، واقتادتهما إلى مخفر شرطة باب السلسلة. وأضاف الشهود أن قوات الاحتلال اعتدت بالضرب المبرح على الشابين خلال سيرهما في المسجد الأقصى. وأغلقت قوات الاحتلال كافة أبواب القدس القديمة، ونصبت الحواجز والسواتر الحديدية ومنعت الدخول أو الخروج منها. كما أخلت ساحة باب العمود ومنعت التواجد فيها.
وسلمت سلطات الاحتلال، أمس قراراً للشيخ نور الدين الرجبي، من بلدة بيت حنينا شمال القدس المحتلة، بالإبعاد عن المسجد الأقصى والطرق المؤدية إليه، لمدة 6 شهور. وأوضح الرجبي أنه «تسلم قراراً بالإبعاد عن الأقصى، لمدة أسبوع، بعد استدعائه للتحقيق من قبل شرطة الاحتلال، الأسبوع الماضي، وبعد انتهاء القرار الحالي، تم تسليمه قرار الإبعاد لستة شهور موقعاً من قائد لواء القدس في شرطة الاحتلال».
وقال الرجبي، إن «شرطة الاحتلال تزعم أن قرار الإبعاد، جاء على خلفية تحريضه للتظاهر في المسجد الأقصى، وهو الأمر الذي ينفيه بشدة، حيث أنه يدعو فقط للصلاة في المسجد، ويرفض التهم التي وجهها الاحتلال له». وأشار الرجبي إلى أنه «تعرض للإبعاد عن المسجد الأقصى، مرتين سابقاً، واعتقلته قوات الاحتلال عدة مرات، اخرها في شهر رمضان». وفي سياق متصل، أصدر الاحتلال قراراً بإبعاد الأسير المحرر يعقوب أبو عصب، عن المسجد الأقصى، لمدة 6 شهور، وأسعد عجاج عن البلدة القديمة والأقصى ل15 يوماً. فيما أفادت مصادر محلية، أن الاحتلال استدعى للتحقيق أمين سر حركة فتح بالبلدة القديمة في القدس ناصر قوس، وأمين سر الحركة بالعيساوية ياسر درويش، والنشطاء أسعد عجاج، ورائد سلهب، وحمزه نمر، وفريد الباسطي، من البلدة القديمة.
وتواصلت لليوم الثاني المواجهات بين شبان في مناطق مختلفة بالضفة الغربية والقدس المحتلتين وجيش الاحتلال الإسرائيلي الذي استنفر قواته تحسبا لأي طارئ، عقب إعلان الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، عن تفاصيل «صفقة القرن».
ويأتي ذلك، فيما انطلقت، أمس الأربعاء، سلسلة مظاهرات فعاليات منددة ورافضة لصفقة ترامب في جميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطاع غزة الذي يشهد إضرابا شاملا، فيما دفعت سلطات الاحتلال بكتيبتين إضافيتين إلى الضفة خشية التصعيد والمواجهات.
وأصيب، عشرات الفلسطينيين، أمس الأربعاء، بينهم أربعة بالرصاص الحي، جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي لمسيرات بالضفة الغربية المحتلة، منددة بخطة الرئيس الأمريكي للسلام بالشرق الأوسط والتي تعرف بـ «صفقة القرن» المزعومة. وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطينية، في بيان صحفي، إن طواقمها تعاملت مع 41 إصابة. وذكرت أن من بين الحالات، إصابتين بالرصاص الحي خلال المواجهات الدائرة بين الفلسطينيين وجيش الاحتلال بحي «جبل الطويل» بمدينة البيرة (شمال القدس المحتلة). وأوضح البيان أن أحد المصابين أصيب في الكتف، فيما أصيب الثاني في القدم، حيث جرى نقلهم للعلاج في «مجمع فلسطين الطبي».
من جانبها، قالت وزارة الصحة التابعة للسلطة الفلسطينية، في بيان صحفي، إن مواطنا وصل «مجمع فلسطين الطبي» برام الله، مصابا بالرصاص الحي، إثر تعرضه لإطلاق نار من قبل مستوطن إسرائيلي في بلدة «ييت سيرا» غربي الله. واندلعت، أمس ، مواجهات متفرقة في الضفة الغربية بين فلسطينيين منددين بصفقة القرن المزعومة، والجيش الإسرائيلي.
واستخدم الجيش الإسرائيلي الرصاص الحي والمطاطي، وقنابل الغاز المسيل للدموع، لتفريق الفلسطينيين. ففي مدينة طولكرم (شمالا)، انطلقت مسيرة جماهيرية حاشدة، من أمام ميدان «الشهيد ثابت ثابت»، رفضا لـ «صفقة القرن» المزعومة. وشارك في المسيرة التي دعت إليها فصائل العمل الوطني في طولكرم، كافة فعاليات المحافظة من مؤسسات رسمية وشعبية، وطلبة المدارس والجامعات، والأطر النسوية. ورفع المشاركون العلم الفلسطيني، واليافطات والشعارات الرافضة والمنددة بالصفقة الهادفة إلى تصفية قضيتنا الفلسطينية.
وفي مدينة قلقيلية (شمالا)، انطلقت مسيرة جماهيرية، منددة بـ»صفقة القرن»، وبجرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني. وجابت المسيرة شوارع المدينة الرئيسة وصولا الى ميدان الشهيد «أبو علي إياد»، حيث ردد المشاركون خلالها، الهتافات الرافضة لخطة ترمب.
وفي مدينة الخليل (جنوبا)، أصيب شاب بعيار معدني مغلف بالمطاط في رأسه، إلى جانب العشرات بحالات اختناق، لدى قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، مسيرة منددة بـ»صفقة القرن»، على مدخلي مخيمي «العروب» و»الفوار» للاجئين في الخليل. وأفادت مصادر محلية، بإصابة شاب بعيار مطاطي في الرأس خلال مواجهات اندلعت في مخيم «العروب» شمالي المدينة، وصفت حالته بـ «المستقرة». كما أصيب العشرات من المواطنين وطلبة المدارس بحالات اختناق، بعد ان اطلق جنود الاحتلال قنابل الغاز باتجاههم عند مدخل مخيم «الفوار».
وفي بمنطقة الأغوار الشمالية (شرق القدس المحتلة)، أصيب مواطنون بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، في إطار فعاليات ومسيرات الأغوار الرافضة لـ «صفقة القرن»المزعومة، حيث توجه مواطنون وممثلو مؤسسات لحاجز «تياسير» العسكري، مرورا للأغوار الشمالية حيث أطلق عليهم جنود الاحتلال وابلا من الغاز المسيل للدموع. وأضافت أن مواجهات اندلعت على الحاجز المذكور أوقعت إصابات بالاختناق وسط حالات استفزاز من قبل جنود الاحتلال.
كما عم الإضراب الشامل مختلف مناطق قطاع غزة ورفعت الأعلام السوداء. وجاء الإضراب تلبية لدعوة من القوى الوطنية والإسلامية التي أكدت أن الإضراب يشمل كافة القطاعات بغزة، باستثناء المؤسسات الصحية.
وجددت القوى تأكيدها على استمرار الفعاليات والأنشطة وحالة الاشتباك المفتوح مع الحكومة الإسرائيلية من أجل إسقاط الصفقة. واعتبرت بأن الإعلان الأمريكي عن «صفقة القرن» يمثل «حلقة جديدة من حلقات المخططات الأمريكية الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية، بل وتصفية الوجود الفلسطيني على أرضه والهوية الوطنية الفلسطينية».
في السياق، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، عن تشكيل طاقم خاص يناط به مهمة اتخاذ التدابير اللازمة لفرض السيادة الإسرائيلية على غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية.
وأعلن وزير الدفاع أن الطاقم يضم مسؤولين من الدوائر الأمنية الإسرائيلية المختلفة. وأضاف بينيت: «نحن نواجه أياما مصيرية تتعلق برسم الحدود وتطبيق السيادة على المستوطنات في يهودا والسامرة (الضفة الغربية المحتلة)»، مضيفا: «أسمع تهديدات من الجانب الفلسطيني لن يردعنا شيء، والجيش الإسرائيلي مستعد لكل سيناريو».
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences