طريق استعادة فلسطين 2
الشريط الإخباري :
حمادة فراعنة — ثلاثة انتصارات حققها الشعب الفلسطيني بفعل مبادراته ونضاله وتضحياته:
الانتصار الأول تم وجرى خارج فلسطين وتمثل:1- بولادة منظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطيني والاعتراف بها فلسطينياً وعربياً ودولياً، وبذلك بات للفلسطينيين قيادة موحدة تتحدث باسمهم، ومرجعية تعمل على استعادة حقوقهم، 2- استعادة الهوية الوطنية الفلسطينية بعد أن تبعثرت وتبددت بهويات محلية أو قومية أو إسلامية بديلة خارج دائرة مضمونها وجغرافيتها وارتباطها بوطنها الفلسطيني الذي لا وطن لها غيره، 3- وضع القضية الفلسطينية على طاولة الاهتمامات السياسية الدولية كقضية شعب له حقوق مسلوبة من جزئي الشعب الفلسطيني: الجزء الأول المقيم داخل وطنه وله حق الاستقلال والدولة على قاعدة حل الدولتين وفق قرار التقسيم 181، والجزء الثاني المنفي المشرد المبعد خارج وطنه من اللاجئين وحقهم بالعودة إلى المدن والقرى التي طردوا منها عام 1948، واستعادة ممتلكاتهم منها وفيها وعليها وفق القرار 194، 4- وآخر إنجاز حققه الرئيس الراحل ياسر عرفات، بإعادة الموضوع والعنوان الفلسطيني ونقله من المنفى إلى الوطن، وبات النضال الفلسطيني على أرض فلسطين، بأدوات فلسطينية، في مواجهة عدوهم الوحيد الذي لا عدو لهم غيره الذي يحتل أرضهم، ويصادر حقوقهم وينتهك كرامتهم.
أما الانتصار الثاني فهو داخل فلسطين، وتم على خلفية الانتفاضة الأولى عام 1987، التي أرغمت إسحق رابين عام 1993 على الاعتراف بالعناوين الثلاثة: 1- بالشعب الفلسطيني، 2- بمنظمة التحرير، 3- بالحقوق السياسية المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى أرضية هذا الاعتراف تم: 1- الانسحاب التدريجي من المدن الفلسطينية، بدءاً من غزة وأريحا أولاً، 2- عودة الرئيس الراحل ياسر عرفات ومعه أكثر من 350 الف فلسطيني عادوا خلال الخمس سنوات من 1994- 1999، 3- ولادة السلطة الوطنية كمقدمة لقيام الدولة الفلسطينية.
أما الانتصار الثالث فهو أيضاً على أرض فلسطين على أثر الانتفاضة الثانية عام 2000، التي أرغمت شارون على الرحيل من قطاع غزة بعد فكفكة المستوطنات وإزالة قواعد جيش الاحتلال عام 2005.
وخلال المرحلة الانتقالية التي امتدت لأكثر من عشرين سنة، ولاتزال، حقق الفلسطينيون العديد من الإنجازات والمكاسب السياسية على المستوى الدولي، وأبرزها قبول فلسطين عضو مراقب لدى الأمم المتحدة يوم 29/11/2012، ولدى كافة منظماتها ومؤسساتها الأممية التابعة، ولكن مسلسل التقدم الفلسطيني توقف، وفق خارطة البرنامج التدريجي متعدد المراحل، وهو لم يتوقف وحسب، بل سجل تراجعاً على الأرض وفي الميدان من ناحيتين: أولهما أعاد الاحتلال منذ 28/أذار/2002، أعاد احتلاله لمدن الضفة الفلسطينية التي سبق وانحسر عنها، وثانيهما توسيع الاستيطان وتسمين القائم منها، وزرع المزيد من المستعمرات تجاوز ساكنوها من المستعمرين المستوطنين الأجانب إلى حوالي نصف مليون في الضفة الفلسطينية، إضافة إلى مستوطني القدس الذين اقتربوا من ربع مليون مستعمر.
حصيلة هذه الخبرة، وثمن هذه التجارب، أن النضال العملي الميداني وحده الذي يحقق النتائج وينجز الأهداف.