لنتكلم بصدق وشفافية .. الأردن مُقبل على أخطر أسبوع في تاريخه منذ التأسيس ..
الشريط الإخباري :
خاص
قلت في غير مكان بأنني شخصيآ مهيأً لان يصل رقم مصابي الأردن من فيروس الكورونا لألف مصاب ان لم يزد وقلت أيضا ان الانتشار الجنوني لهذا المرض يبدأ من الأسبوع الثالث لدخوله اي بلد حسب تصريحات أخصائي الأوبئة ونحن على أبواب هذه الأيام ويجب أن نتحدث للناس بكل شفافية وصدق.
مدينة اربد "منطقيآ" ستكون محط أنظار وعلامة فارقة في إعداد المصابين الذين سيظهرون رويدآ رويدآ وستكون ذروة اعدادهم في بحر هذا الأسبوع وهي مدة حضانة الفيروس نتيجة للعرس الذي أقيم فيها وكان والد العروس واختها محملين بالمرض من بلدان غربية وكلنا يعرف كيف تتم اعراسنا والتهاني فيها والذي يبدأ بالسلام والقبل وينتهي بها كذلك ولنتابع ماذا سيكون خط مسير وتعامل كل من حضر هذا العرس بين أهله وجيرانه ومحيط عمله سنجد ان 500 فرد من ذكر وأنثى قد تواصل مع لا يقل الفرد منهم عن 20 اتصال (حسب دراسات منظمة الصحة العالمية) بمعنى ان مساحة الانتشار القطري سيصل إلى 10000 مواطن من الممكن أن يكونوا قد حملوا الفيروس او من الناحية العلمية تكون لدى الكثير منهم المناعة الكافية لتجاوز المرض ولكن يبقوا من حامليه وناقليه.
بعد أن وصل عدد المصابين في الاردن إلى 16 اصابة تم اتخاذ قرار حكومي جريء بأغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية اعتبارا من تاريخ 17 آذار وما يتبادر للذهن عن اعداد الأردنيين الذين قدموا للبلد قبل هذا التاريخ من شتى بقاع العالم (وهم بالمناسبة بالألآلف) والذي كان فيه المرض منتشارآ بالأصل في دول كثيرة منها العربية والأجنبية فما هي حالتهم الصحية وهل كانوا يحملون الفيروس ام لا وان كان المرض قد أصابهم فما حدود تعاملاتهم واحتكاكاتهم مع عائلاتهم واصدقائهم وزملائهم في العمل وهل انتقل الفيروس وتمدد من خلال هذه السلسلة البشرية الضخمة وان ظهور الأعراض على المصابين مجرد وقت حضانة الفيروس التي ندخلها حسابيآ هذا الأسبوع.
وإذا ما بحثنا عن العدد المعلن عنه من قبل وزارة الصحة قبل يومين وما قبل الحجر وإغلاق الحدود وهو 69 اصابة بالمرض وسيكون حدود تعاملهم مع آخرين وحسب الدراسات 20 متعامل مع كل مريض اي ان هنالك توقع للإصابة بالفيروس بحدود 1380 اصابة وهذا الرقم أيضا مهول بالمقارنة مع الاعداد المعلنة وما يتوقع إعلانه وثبوته ناهيك عن الاعداد التي خالطت هذا الرقم من المواطنين .
الجانب الأكثر طمأنينة هو من قدم إلى الأردن ما بعد إغلاق الحدود في يوم 17 من هذا الشهر ويتواجدون الآن في أكبر حجر جماعي يشهده تاريخ الأردن وقامت الدولة بتوفير ظروف لائقة وخدمات مميزة لهم عبر حجرهم في فنادق 5 نجوم ووفرت لهم كل سبل الراحة والرفاهية ومن المبكر الحديث عن مدى اصابة البعض منهم بالفيروس بقياس مدة الحجر والتي وصلت اليوم إلى 6 ايام فقط وتبقى لهم 9 ايام قبل فك الحجر وعودة السالم منهم لأهله والعزل لمن ثبت اصابته وهذا الرقم اعتقد بأنه سيكون قليل بأذن الله ولم يتفاقم ولم ينتشر وبقي بحدود من اصيب.
تقريرنا هذا لا يعني بأي حال من الأحوال التقليل من جهد الحكومة وأجهزة الدولة بل العكس ان عمل رئيس الوزراء وطاقمه الوزاري خصوصا الصحة والاعلام والداخلية والزراعة والخارجية قد فاق كل التوقعات وان جهود جيشنا العربي المصطفوي الباسل وأجهزتنا الأمنية تتعدى حدود عبارات المديح والثناء لكن لا يجوز أن ندفن رؤوسنا بالتراب كالنعام ونبقى اسيري التوقعات دون تحليلات منطقية علمية وان سرد الوقائع الصادقة لا يجعلنا عرضة للمفاجأة والصدمة لما من الممكن أن تؤول الأمور اليه حتى نستعد ونقف كشعب منتمي لوطنه كتفا بكتف مع أجهزة الدولة والحكومة في تنفيذ تعليماتهم وعدم بث الإشاعات لنتجاوز هذه المحنة ونتغلب على هذا المرض بأذن الله.
اللهم اجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاءً اللهم من أراد بنا شراً فأشغله في نفسه ورد كيده في نحره اللهم احفظ لنا امننا وإيماننا واستقرارنا وصلاح ذات بيننا وأبعد عنا الهم والغم والمرض واحفظ لنا قيادتنا الهاشمية الحكيمة اللهم آمين.