السنيد يكتب : تفاءلوا بالخير تجدوه

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كتب علي السنيد 

اعتقد انه من المبكر اليوم حصد نتائج الإجراءات الرسمية المتبعة للتعامل مع وباء كورونا ، ودلك في نطاق سياسة العزل الاجتماعي، والتي حدت من عمليات الالتقاء في المجتمع الاردني بشكل كبير، واحدثت أماكن عزل تخص كل  أسرة  اردنية من خلال البقاء في المنازل لمدة كافية لإظهار اية حالات جديدة.
وقد سبق هذه الإجراءات وقف كافة النشاطات العامة، وحتى تعليق الصلاة في المساجد.

وهذه القرارات التي طالت كل مناحي الحياة وان كان لها كلفة اقتصادية كبيرة في المستقبل الا انها كانت تقي الاردن من مخاطر اكبر  فيما لو تفشى الوباء وعجز النظام الصحي في الاردن عن التعامل معه. 

وانا اعتقد ان العزل الذي احدثته الإجراءات الحكومية سيؤتي اكله في مقبل الايام، والحالات التي يتم كشفها تباعا هي ناجمة عن المرحلة التي سبقت العزل غالبا. 
ومعروف ان الايام الأولى من الحجر المنزلي ستشهد ظهور هذه الحالات، والتي تزيد في عدد الاصابات، وبعد ذلك سيؤشر تناقص الاعداد كما هو مأمول باذن الله تعالى عن نجاعة الخطة  التي حظيت بدعم شعبي غير مسبوق، ولذلك انا لست مع مسحة التشاؤم التي بات يبديها بعض المسؤولين، ومع ان نشيع روح الأمل في عبور الازمة التي نشترك فيها مع غالبية دول العالم. 

وربما ان ما يجري في العالم اليوم يدعو الى أعمال التفكير  بنعم الله علينا، حيث امضينا اعمارنا ونحن نرفل بنعمائه، ولا نكاد نشعر بها، وعلى رأسها الصحة حتى إذا فقدناها صرنا نتوق للعودة لتلك الايام. 

واليوم تمكن فيروس صغير من ان يحرمنا من حرياتنا، وافقدنا شعور الأمان في الأماكن التي اعتدنا على  العيش  فيها، وتوحشت الدنيا فجأة، وصارت الشوارع مخيفة، واصبحت اخبار العالم  قاتمة، وتعكس مشاعر سلبية في حياتنا.

خسرنا اللحظات الوادعة، وفقدنا متعة الحياة الطبيعية، وصرنا أمام واقع نتخلى فيه عن عاداتنا التي التصقت بنا منذ نعومة اظفارنا، وحتى بتنا نعزي بعضنا البعض على التليفون، والتقارب الاجتماعي أصبح قاتلا، والخروج من المنزل يشكل خطورة بالغة، وحتى الأصدقاء فلم يعد بالإمكان ان يتصافحوا دون خوف من ان يهدي أحدهم للآخر الفيروس، ويضعه في مشكلة كبيرة.

وحتى الربيع يهرب من بين ايدينا دون أن نشعر بطعمه.
تعطلت مصالح الناس، ووصل الضرر الى الاقتصاد الوطني، ونحن جزء من حالة عالمية تعاني الأسوأ.

وكل هذا لن يمنعنا من ان نرى بارقة الأمل الكامنة برحمة الله تعالى بخلقه، وفي عفوه، ولا يخالجنا الشك انه سيعيد لهذا العالم سكينته وهدوءه والمهم أن يعي الناس الدرس.
ونحن كمسلمين نتفاءل برحمة الله تعالى، وأن هذه الأيام الصعبة ستزول. 
 نتفاءل بالخير فنجده كما وصانا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام .

وعلينا أن نعيد اكتشاف حقيقة خلقنا، وجدوى حياتنا، ونعود الى فهم الدور المنوط بنا كمخلوقات عاجزة تحت حكم الله تعالى مهما بلغت حضارتها وتقدمها العلمي.
 
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences