طرود الخير بين التقرب إلى الله والمثالية .. وهدف الدعاية الأنتخابية والشهرة الفيسبوكية
الشريط الإخباري :
خاص / محمود المجالي
للعمل التطوعي مجال واسع لايستطيع أحدٌ احتكاره، بل من الممكن لمجتمع بأكمله أن يعمل في هذا المجال كلٌ على حسب طاقته وقدرته ” كلٌ ميسر لما خُلق له”.
إن المجتمعات التي يسودوها العمل التطوعي والخيري وتشجع أفرادها على العمل به تكون أكثر المجتمعات ترابطاً.
ذكر الله سبحانه وتعالى العمل التطوعي والخيري بكتابه الكريم "فمن تطوع خيراً فهو خير له” وقال سبحانه” لاخير في كثيرٍ من نجواهم الا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس” ففي الآية الاولى قيّده بالخيرية وفي الآية الثانيه عرّف الخيرية بالصدقه والمعروف والإصلاح بين الناس.
عضو المجلس البلدي في بلدية الزرقاء المحامي سائد الشمايله يرى أن عمل الخير ومساعدة الآخرين بأي شكل من الأشكال، طبيعة متعارف عليها في مجتمعاتنا، ويعتبر عند الكثيرين نوعا من الفطرة في مساعدة الناس وتقديم العون لهم، وقد يكون ذلك بشكل فردي وشخصي، أو عن طريق مجموعات ومبادرات.
ويؤكد الشمايله أن أي فرد يقوم بمساعدة أحد الأشخاص أو العائلات يشعر بالسعادة والراحة النفسية والتصميم على العطاء وتقديم المساعدة بشكل دائم دون أن يقتصر على موقف معين، وهذا يسهم في النهاية بإيجاد مجتمع متكافل ويعزز العلاقات والتواصل الاجتماعي بشكل كبير.
واضاف الشمايله انا لا أؤيد ما يقوم به البعض بنشر صور او تغطياتهم لافعال الخير التي يقومون بها الامر الذي يفقدها الهدف الاسمى من فعلها وهي السرية في فعل الخير والحرص على عدم الجهر به... حفظ الله الاردن وقيادته الهاشمية وشعبه الأبي وازال الله عنا هذا البلاء.
الدكتور خالد مقدادي مدير مدينة الملك عبدالله بن عبدالعزيز (الشرق) يقول إنه كثُرت في الآونة الآخيرة ظاهرة عجيبة أبطالها عُشاق التصوير والظهور على الساحات بغية أهداف دنيوية بحته رغم تسلحهم الكاذب بعباءة العمل الخيري التطوعي الخالص لوجه الله تعالى ولكننا نعلم جميعاً أن حبال الوصل مقطوعة بين الله سبحانه وتعالى وبين هذه الزمرة التي تعتمد بصدقاتها المزعومة على المن والأذى ويستعرضون بكل فخر وكبرياء أمام العدسات المُزيفة للظهور أمام العيان أنهم رجال مواقف مستغلين هذه الأزمة الإستثنائية التي تجتاح وطننا الحبيب ليفردوا عضلاتهم المفتولة أمام ضعف الفقراء وقلة حيلتهم ورداءة أحوالهم المعيشية فالكثير ممن يدّعون أنهم رجال خير وصُنّاع مجد يُجيدون الإصطياد في المياه العكرة ويتطاولون على قوة الفقراء والمساكين ويتلاعبون بكيفية توزيع الطرود الغذائية ضمن دائرة المحسوبية والواسطة وهم يوهمون أنفسهم الرديئة أنهم رجال الوطن الأوفياء وأسياد المحن والمواقف ولكنهم بكل صراحة يستغلون على المكشوف ضعف الطبقة الكادحة ويتعملقون أمامهم بالإستعراض الباهت الذي يُهين كرامة العفيف واليتم والأرملة والمعاق وكبار السن ويجدون لأنفسهم متنفّس للظهور بكل رياء وعنجهية.
ويضيف أن كثيرون من من يعشقون حُب الظهور أمام العيان بغض النظر عن مقدار وقيمة الإهانة التي ألحقوها بمن هم دونهم من أصحاب الحاجة وممن لا يملكون أدنى مقومات العيش الكريم وهم لا يعلمون (أن حُب الظهور يقصم الظهور) لذلك فرداءة أفكارهم تُوهمهم أنهم يعملون صالحاً وهم في حقيقة الأمر أقزام صغار أمام المخلصين الأوفياء لهذا الوطن فلا يعرف قيمة الولاء فيه إلا الأردنيين الأحرار الذين خرجوا من اصلاب عفيفة وترائب طاهرة رضعوا المجد والنخوة والعزيمة من صدور الماجدات الصالحات وترعرعوا على عشق ثرى الأردن الطهور...
حفظ الله وطننا الحبيب من كيد الكائدين ومكر الماكرين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين وأدام عز ملك البلاد وقائدها وولي عهده الأمين وحفظ كيان قواتنا المسلحة الباسلة وأجهزتنا الأمنية وأدام على وطننا نعمتي الأمن والأمان.
ويقول عامر العامر صاحب الصالون الإجتماعي في الزرقاء إن اسمى الغايات، وانبل المقاصد ان يحرص الإنسان على فعل الخير، ويسارع إليه، وبهذا تسمو إنسانيته، لذلك فقد أوصى ديننا الحنيف الإنسان على تقديم المساعدة ويد العون للناس، بغض النظر عن معتقداتهم وأعراقهم، فعمل الخير يمارسه الفرد من تلقاء نفسه استجابة لظرف طارئ أو لموقف إنساني، وقد يمارس أيضاً بشكل جماعي بتفعيل المبادرات الخيرية
ويضيف العامر أن في هذه الأيام دخلت مواقع التواصل الاجتماعي على الخط في نشر العمل الخيري خاصة في أوساط الشباب، لكن في مقابل ذلك ولد هذا الأمر انتقادات كثيرة من طرف نشطاء فيسبوكيين ربطوا فعل الخير بالتباهي والرياء وأنها لأغراض انتخابي...
الدكتور عثمان المحادين يؤكد أن الغاية من عمل الخير المحافظة على سريته والخلاص في عمله لوجه الله تعالى ، مشيرا الى ان هناك طرقا أخرى لعمل الخير للناس، من خلال الإطلاع على احتياجات الفقراء والمعوزين دون الحاجه لتهويل الأمور على حد تعبيره، ولا تستهلك الكثير من الوقت والجهد ويمكن للشخص المحب لعمل الخير أن يقوم بها بشكل بسيط دون الحاجة الى نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويؤكد الدكتور عثمان انه من حيث المبدأ لا افضل التصوير بأي شكل وخاصة تصوير اصحاب الحاجات لما فيه من كسر لنفس المحتاجين ولكن لاحظت ان البعض من أهل الخير يقومون بالتصوير للمواد المراد التبرع بها أثناء أعدادها بقصد التشجيع والتحفيز للآخرين بالشعور بالفقراء ومساعدتهم ولا افضله مطلقاً ان كان مرتبط بغايات معينه أخرى ولكن لوحظ من نشطاء التواصل الاجتماعي كثرة الحديث بطلب وقف التصوير مما قد يسهم بحرمان المحتاجين ولكل امرئ ما نوى والامر كله لله.
وتقول سيدة الأعمال أمنه الكردي إنها وصديقاتها يقمن يومياً بأعمال خيرية خلال أوقات الفراغ، فضلاً عن المساعدة بتفقد النساء كبار السن في المنطقه والذي يعد من الأعمال الخيرية الأخرى التي نقوم فيها ، مؤكدة انها ترفض رفضاً باتاَ هي وصديقاتها فكرة نشر هذه الأعمال على مواقع التواصل الاجتماعي الامر الذي يفرغها من معناها الحقيقي.
وتؤكد السيدة الكردي ان آلية التوزيع التي تجري من أصحاب المبادرات الفرديه الآن غير صحيحه لعدم التأكد والتقصي عن الحالات المراد مساعدتها وإن الأصل ان توجد كشوفات بأسماء وعناوين وأرقام هواتف المحتاجين للوصول لأكبر عدد منهم.
ويقول القائد الكشفي الدولي و صاحب مبادرة (همتنا)
راكان عصام فاخوري التي انطلقت من الزرقاء في هذه الجائحه التي تعصف بالأردن ، أن الهدف الأساسي من هذه المبادرات هي مساعدة الاسر العفيفة والمحتاجين وعمال المياومة التي تعطلت اعمالهم ليستفيدوا منها اكبر عدد ممكن ومحاولة لاشراك كل فئات المجتمع في عمل الخير.
وأشار فاخوري الى أن الاعلان والاشهار في نشر عمل الخير ، يهدف الى زيادة الثقة لدى الناس بأن كل مساعداتهم وتبرعاتهم الخيرية تتجه الى الفئات المعنيه والتي تحتاج الى مد يد العون لها ، بالاضافة الى توسيع قاعدة العمل التطوعي الخيري ليصب في صالح المجتمع.
كما وجاء في كلامه أنه يعمل الآن مع عدة مبادرين للعمل الخيري لتشكيل لجان لكل منطقة وعمل قاعدة بيانات وتوزيع كشوفات كل حسب منطقته حتى يستفيد أكبر عدد ممكن من المحتاجين في هذه الظروف الصعبه التي يمر بها الوطن حمى الله صحتكم وأحبائكم وحفظ الوطن وقيادته والإنسانية جمعاء من شر هذا الوباء.
ومن جهته تقول الناشطة الاجتماعية سميحة الألفي ان الهدف الرئيسي من العمل الخيري الذي تقوم به العديد من الجمعيات الخيرية والمبادرات والأفراد ، أن يكون عمل خير وطاعة، علما انه يجب أن يكون الهدف واضح ومنظم ولوجه الله تعالى وبينت الرفاعي انه اذا كان المراد من نشر عمل الخير على وسائل التواصل الاجتماعي تشجيع الناس على فعل الخير فلا باس به ، مشيرة الى ان وسائل التواصل الاجتماعي تعتبر منصه اعلاميه متابعه من كافة فئات المجتمع الذي يضم الاغنياء وأصحاب الأيادي البيضاء.