مع طفله الرضيع .. مواطن يعيش في الصحراء يفترش الأرض ويلتحف السماء.. صور
الشريط الإخباري :
من الغريب واللافت للانتباه أن تصادف شخصاً أجبرته ظروف الحياة على العيش في الصحراء وبين صخورها بين الحيوانات والحشرات وغيرها ليكون بعيداً عن الناس والأنظار، بسبب ظروف اقتصادية صعبة هو وزوجته وطفله في منطقة دلاغة في بادية محافظة معان، بلا غطاء يغطيه، وليس لديه سوى وسادة للنوم، وملابسه رثة، مفتقراً إلى جميع سبل العيش.
يعيش المواطن مأساة حقيقية لا يمكن تصورها. وُحدة موحشة، عوز موجع، تشتت وعدم استقرار في صحراء قاحلة، شمسها محرقة وبردها لاسع. هي حياة شظف وبؤس عاشها مجبراً هو وأسرته لأنه لا يملك من حطام الدنيا شيء.
إنه صدام محمد سلامة السعيديين ، الذي سرد قصته وأبان همومه بعد أن تمنع طويلاً: «الشكوى لله وحده، لم يساعدني أحد في حياتي، ولم أتقاضى أي رواتب أو مساعدات من أي جهة كانت أنا وزوجتي وابني الرضيع الذي يبلغ من العمر ستة أشهر وأعاني من بعض الأمراض التي منعتني من العمل أصبحت ضعيفاً وغير قادر على العيش في هذه الظروف الصعبة.
ويوضح: «حياتي مليئة بالأحزان، فقد عشت مع زوجتي وكتب الله لنا أن أنجب ولدا منها، وفرحت به مؤكدا انه رغم فرحتي بهذا المولود إلا أنني أفكر دائما بمستقبل زوجتي وابني في ظل هذه الظروف التي جعلتني أعيش في خربوش افترش الأرض .
ويتابع: «لا أعاني من العوز فقط، بل حتى الجوع معظم ساعات اليوم، وحالتي المادية سيئة للغاية، فلا أملك مأوى وأنام في الصحراء، وإذا حل الشتاء أنطوي بين الصخور تحميني من البرد، وكثيراً ما نمت وجسمي يرتعش من البرد والجوع، ولكنها أفضل من الخارج على كل حال»، مبيناً أنه يعيش على هذا الوضع وهذه الكيفية منذ نحو عاماً تقريبا مللت من وضعي وأوجعني الجوع
ويؤكد السعيديين والدموع تتساقط من عيونه المنكسرة: «أعيش على الخبز والماء وبعض ما يحضره أحياناً أهل الخير، حتى إنه ليس لدي بطانية تحميني من البرد أثناء النوم حتى جلب لي شخص لا أعرفه بطانية قديمة قبل شهرين»، مضيفاً: في حال كنت نشيطاً، فإني أجمع بعض الحطب لإشعال النار ليلاً ولو لدقائق معدودة
ويلفت السعيديين إلى أنه لم يسبق أن تواصل معه أي من المسؤولين في المنطقة أو أي جمعية خيرية، ولم أتلق مساعدة مالية من أي جهة سوى مساعدات متقطعة من بعض فاعلي الخير، الذين يحضرون بعض الخبر والأكل.
مشيرا السعيديين لا تتوقف مأساتي على صعوبة العيش في الصحراء بل تمتد إلى معاناتي في الحصول على الماء الذي أقوم بنقله على الدواب من منطقة تبعد عن مكاني هذا أكثر من 700 متر تقريبا
وهذه هي حالة السعيديين وعيشته بلا مأوى في الصحراء، فالأمور الصحية سيئة جداً، بل إن حياته في خطر، خصوصاً وهو يعيش في العراء وفي الشتاء يعيش أجواء البرد القارس الذي تنخفض درجة الحرارة إلى أدنى مستوياتها وفي الصيف ارتفاع درجات الحرارة وكثرة الأفاعي والعقارب والحشرات التي تشكل خطرا حقيقا عليه وعلى أسرته وابنه الرضيع
وفي النهاية يقول السعيديين انه يتمنى من كبار المسؤولين في هذه البلد المبارك والقائمين على الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير مد يد العون له ومساعدته للتغلب على الظروف المأسوية، مناشداً جلالة الملك عبد الله الثاني بالتوجيه بتأمين مأوى أو مسكن له يؤويه وأسرته ويزيل الخطورة عن حياته، كما يتمنى من فاعلي الخير والباحثين عن الأجر والمثوبة من المولى عز وجل مساعدته في ما يواجهه من كدر ومشقة في الحياة.
عن الحقيقة الدولية