الضم يمثلُ كارثة ونهاية للحلم الصهيوني..!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم د. عبدالرحيم جاموس 
 إن اقدام  نتنياهوعلى تنفيذ اجراءات  ضم المستوطنات والاغوار ومنطقة البحر الميت وإتمام  محاولات ترمب تصفية القضية من خلال  فرص تمرير( صفقة القرن ) ،  والبدء بوضع الخطط والخرائط لإتمام عملية الضم  من قبل لجان عمل امريكية اسرائيلية مشتركة واستمرار  هذة السياسات الأمريكية الإسرائيلية ، لن تجعل من الشعب الفلسطيني  وسلطته وقيادته الشرعية وقواه الحية المناضلة  لقمة سائغة في فم الكيان الصهيوني  ليبتلعها  دون ان تحدث له اي ضرر، ولن يرفع الشعب الفلسطيني امامها الراية البيضاء  ، إن اقدام المستعمرة  على إتمام إجراءات الضم في أي  وقت، سوف تكون عواقبه وخيمة و كارثية عليها نفسها ومدمرة للحلم الصهيوني الساعي لترسيخ كيانه العنصري  في المنطقة ،
 في دراسة اعداها العام الماضي كل من( روني نتان زور ونيتسان شابيرا.) وهما اقتصاديان بارزان حيث اجريا بحثاً حول تكاليف ضم مناطق C من الضفة لكيان المستعمرة الإسرائيلية لمصلحة جمعية قادة من اجل امن (اسرائيل)، برئاسة الجنرال احتياط امنون ريشف .
 
 جاءت تحت عنوان (تكاليف الضم الباهظة ونهاية الحلم الصهيوني)
حيث توصلا أن منطقة C يسكنها 300 ألف فلسطيني وليس66 ألف فلسطيني كما في الرواية الرسمية الاسرائيلية.
في مناطق C 25 الف منزل غير مرخص.

وتساءلا كم هي التكاليف الاقتصادية لضم 300 الف فلسطيني ؟
فكان الجواب 7.5 مليار شيكل سنوياً ، بالمقابل الضم سيرفع  من مدخولات دولة الاحتلال 1.8 مليار شيكل.
علاوة على ذلك توصل الجنرال ريشف أن الضم سيؤدي لإنهيار السلطة ووقف كل اشكال  التعاون ، واعادة الحكم العسكري والمدني لمناطق (أ و ب) في الضفة الغربية،
الامر الذي يستدعي فوراً  استدعاء 30 الف جندي احتياط بتكلفة 4 مليار شيكل، وهذا لايشمل تكاليف المواجهات التي قد تحدث كرد فعل على اجراءات الضم سواء في الضفة والقدس وقطاع غزة ، كما يتطلب الأمر حينها ايضاً 9 مليار شيكل سنوياً لتزويد 2.3 مليون فلسطيني في المناطق (أ و ب) بالخدمات المدنية.

خلصا الى ان تطبيق سيناريو ضم مناطق C سيؤدي الى سقوط السلطة وعودة الحكم العسكري والمدني على بقية مناطق (أ و ب)، و سيكلف هذا دولة الاحتلال 8.5 مليار شيكل  سنوياً ، إذا تم الامر بهدوء ولم يؤدي الى صدامات ومواجهات عسكرية وعمليات فردية ذات تكلفة عالية، 
 لذا فإن الوضع لن يستقر وسيتدحرج لحرب أو انتفاضة وشجب مواقف اسرائيل ولربما سيرتب عليها عقوبات دولية ، وسيكون لهذه القرارات تداعيات ستكلف دولة الاحتلال هبوطاً بالناتج المحلي بقيمة مابين 40-77 مليار شيكل،
وخَلصَ الاقتصاديان  الى أن الضم هو كارثة و يمثل نهاية الحلم الصهيوني .!

 ان اقدام نتنياهو او غيره  على  تنفيذ اجراءات الضم  سينهي حل الدولتين الى غير رجعة و ينهي كل أمل  بتحقيق السلام مع الكيان الصهيوني  في المدى المنظور ، وستكون م.ت.ف وسلطتها الوطنية  في حل من كافة الالتزمات والاتفاقات السابقة  وستعيد هذة السياسات الصراع الى المربع رقم صفر وستصبح المواجهة مفتوحة وشاملة مع الشعب الفلسطيني .. كما كافة الدول العربية لن تقبل السكوت على مثل هذة الإجراءات المنافية لروح السلام والتسوية السياسية المنشودة ، وستظطر الى اعادة النظر في مجمل توجهاتها  ولن تتخلى عن دعمها  ووقوفها الى جانب الشعب الفلسطيني وقيادته حتى يحقق مطالبه المشروعة في انهاء الإحتلال  وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس وفقا لقرارات ومبادىء الشرعية الدولية.

د. عبد الرحيم جاموس

عضو المجلس الوطني الفلسطيني
ا20/04/2020
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences