اليوم العالمي للكتاب وحق المؤلف
الشريط الإخباري :
يحتفي العالم في الثالث والعشرين من نيسان من كل عام باليوم العالمي للكتاب وحق المؤلف الذي اقرته منظمة اليونسكو في عام ١٩٩٥ لتكريم الابداع والمبدعين.
ونحن اذ نحتفي به هذا العام في ظل جائحة الكورونا التي اجبرت العالم على اتخاذ تدابير العزل والتباعد الاجتماعي، الا اننا نجدها فرصة سانحة للاقتراب من الاخرين والتخفيف من الوحدة من خلال القراءة والسفر بالخيال الى عوالم جديدة.
وقد شاركت المكتبة الوطنية في الاعوام الماضية في الاحتفاء بهذا اليوم من خلال العديد من المبادرات التي لا زالت مستمرة حتى الان ومنها مبادرة "كتابك صديقك" والتي جابت فيها ارجاء المملكة الاردنية الهاشمية لتوزيع الكتاب المجاني على عشاقه غير القادرين على شرائه، حيث قامت ومنذ عام ٢٠١٢ بتوزيع اكثر من مائتي الف كتاب وقصة طفل.
كما اطلقت مبادرة تبرع بكتاب تنشئ مكتبة والتي من خلالها شاركت المجتمع المحلي في تأسيس مكتبات في مناطق مختلفة من المملكة مثل تأسيس مكتبة عامة في بلدية صما وتأسيس مكتبة بيئية ومكتبة في نادي المتقاعدين العسكريين واعادة تجهيز مكتبة الجامع الحسيني. وقد وضعت المكتبة الوطنية في مخططاتها لهذا العام تأسيس ١٢ مكتبة مدرسية في المدارس الاقل حظاً في محافظات المملكة، بالاضافة الى دعم مكتبات اخرى بالكتب.
بالاضافة الى مبادرات وزارة الثقافة لتشجيع القراءة ومنها مكتبة الاسرة التي توفر من خلالها الكتب العامة وكتب الاطفال بأسعار زهيدة وفي متناول الجميع لتكون نواة لتأسيس مكتبات منزلية وغرس عادة القراءة لدى الجميع وخاصة الاطفال.
وفي ظل الاوضاع الحالية والتي استدعت تعطيل المدارس والجامعات والبقاء في البيوت اطلقت الوزارة كذلك مسابقة موهبتي من بيتي في كافة الحقول الادبية مثل القصة القصيرة والشعر والفنون حتى يستغل الاطفال واليافعين فرصة تواجدهم في البيت في اطلاق مواهبهم.
ولا ننسى ايضاً ان حقوق المؤلف ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالكتاب، وتقوم المكتبة الوطنية بالاضافة الى دورها في تشجيع القراءة بالمحافظة على حقوق المؤلفين وحماية ابداعاتهم الذهنية والادبية من خلال مكتب حماية حق المؤلف الذي تم تأسيسه فيها في عام ٢٠٠٠، ويقوم بعمله من خلال افراد الضابطة العدلية الذين يقومون بالجولات التفتيشية في كافة محافظات المملكة بالاضافة الى تلقي ومتابعة الشكاوي حول التعدي على حقوق المؤلف. وقد قام المكتب بتحويل اكثر من ٦٥٠٠ قضية تعدي منذ تأسيسه وحتى الان الى القضاء.
ولا تكتفي المكتبة الوطنية بإنفاذ قانون حق المؤلف والحقوق المجاورة من خلال الضابطة العدلية فقط، ولكنها ايضاً قامت بالانضمام الى العديد من الاتفاقيات الدولية التي تديرها المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو) والتي من خلالها تسعى للتماشي مع القوانين الدولية واخر المستجدات في مجال الحماية، وكان اخرها المصادقة على معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات (٢٠١٣) والتي دخلت حيز النفاذ في شهر ايلول ٢٠١٨. وقدمت هذه المعاهدة مجموعة من الاستثناءات على قواعد حق المؤلف للسماح بنسخ المصنفات المنشورة وتوزيعها وإتاحتها في أنساق مهيأة بما ييسر نفاذ المكفوفين ومعاقي البصر وذوي إعاقات أخرى في قراءة المطبوعات إليها، وللسماح للمنظمات التي تخدم هؤلاء المستفيدين بتبادل تلك المصنفات عبر الحدود مما يمكنهم من المشاركة الفاعلة في البحث العلمي والابداع الانساني ويشجعهم على القراءة والتزود بالمعرفة.
وبهذه المناسبة تتقدم دائرة المكتبة الوطنية بأسمى ايات التهنئة والتبريك للمبدعين والمبتكرين على جهودهم القيمة لنشر ودعم الثقافة بين افراد المجتمع كافة والارتقاء بالفكر الانساني.