جولة في عمان .. بقلم / فارس الحباشنة
الشريط الإخباري :
أمس خرجت صباحا في جولة بعمان « في السيارة طبعا «. قصدت شارع الجامعة الاردنية، مررت من امام جريدتي الدستور والرأي وترحمت على اطلال صحيفتين متوقفتان عن الصدور.
و عبورا من امام فندق القدس، والمكان خاو، والناس يهرولون مشيا في مسارات مشروع الباص، بحثا عن فسحة تنفس في مكان عام قبل أن تطلق صفارات الانذار في الساعة السادسةً مساءا.
و اندفعت نزولا نحو العبدلي، ومرورا امام مجلس النواب. وتشعر حقيقة كم ان العبدلي جميل وهادئ.
وتجولت في اللوبيدة، كان لافتا ان لمحت اسماء كثيرة لشوارع ودواوير لا علاقة لها ببلادنا.
نزلت على وسط البلد في اتجاه مطعمي: هاشم والكت كات، وأسير بمحاذاة محال تجارية ومطاعم ما عدا الصيدليات الغبار بدأ يتراكم على ابوابها، والعنكبوت ينسج بيوتا.
الحظر أبقى الناس محجوزين في بيوتهم، ولكن وانا اتجول في عمان، فاكثر ما يصيبك دهشة ان الناس لو قرروا ان يخرجوا ليشتموا هوءا نفسا لطيفا وجديا، فأين يذهبون ؟ المجال العام مسروق ومفقود، عمان مدينة خانقة بلا متنفس !
في وسط البلد من شدة الهدوء والفراغ تسمع انسياب المجاري. وفاقدو وظائفهم يفترشون الارض، ينامون تحت شعاع الشمس بانتظار الفرج، وان تفك قيود الحظر ليعودوا الى العمل اليومي.
اليوم اكملت الجولة من شارع الجامعة مرورا بالعبدلي واللوبيدة نحو وسط البلد والعودة. وغدا سأكمل في رمضان المبارك جولتي في مناطق اخرى. نعم، اماكن كثيرة اقتربت منها ولكني ابتعدت حاملا سلاما واملا بان تدب الحياة بها قريبا.
فعسى نخرج سالمين من كورونا، ونلتقي جميعا في وسط البلد، ونسمع فريد الاطرش وام كلثوم وعبد الحليم وفيروز، وملحم بركات وعمر العبدللات ومتعب السقار، وعبده موسى في مطعم الكت الكات، ومطاعم عمان العتيقة