فلسطين ثابتة و"كورونا" عابرة .. بقلم / خالد الزبيدي

{clean_title}
الشريط الإخباري :  

بقلم / خالد الزبيدي

لا تعارض بين الجهد الوطني في مواجهة جائحة فيرور كورونا ( موفيد 19)، والدفاع عن حقوقنا في فلسطين والقدس الشريف، فالهجمة المسعورة التي يمارسها اليمين الصهيوني بمحاولات ضم الاراضي الفلسطينية بالرغم من تحذيرات دولية ورفض فلسطيني اردني عربي لذلك يفترض ان تدفعنا جميعا للإنتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد مع العدو الذي لا ولن يفهم سوى المجابهة، فكلا المتطرفان نتنياهو وبني غانتس يتسابقون لجلدنا وإلحاق الاذي بفلسطين وحقوق العرب.


البعض يعتقد ان الوباء الذي يجتاح العالم فرض اعادة ترتيب اولويات الشعوب والامم، الا ان قضية فلسطين تسموا وتتقدم الاولويات امام عدو يتجاوز على الابجديات الإنسانية، فالأعتداءات مستمرة في القرى والمدن الفلسطينية ومحاولات النيل من عزيمة المدنيين المتمسكيم باراضيهم، فكل المخططات الصهيونية والمدعومة من واشنطن لفرض واقع جديد لا يمكن ان تمر برغم التحديات المركبة التي تواجه المنطقة وشعوبها.


فيروس كورونا المستجد سيمضي كغيره من الامراض والاوبئة التي اصابت البشرية منذ عقود وقرون ثم مضت، الا ان الثابت الذي لايمكن ان يتعير هو الموقف تجاه حقوقنا الوطنية والتاريخية والدينية في فلسطين اكثر من عقد من الزمن، فالموقف تجاه الحقوق الفلسطينية والعربية ثابتة لا تتغير حتى لو نعق البعض بمجاملات للصهاينة فالحقوق الوطنية اصلب من تصريحات سمجة ومسلسلات كاذبة وتغريدات تافهة على مواقع التواصل الاجتماعي يطرب لها المتطرف نتنياهو وعصابته، ويعتقد انه انجز الكثير، الا ان الثابت ان العقود الفائتة قدمت دروس كافية لرموز اليمين انهم غير باقين، وإن طال الزمن.


الجائحة القاسية التي لم تستثني احدا يفترض ان نأخذ منها عبرة وتجربة مهمة، وإعادة النظر بأسلوب عيش حياتنا والاعتماد على الذات مهما كان محدودا، ويتطلب منا جميعا إستغلال اية فرص إنتاجية لتقليص الاعتماد على المستوردات، ووقف إستهلاك اي منتج يرد من الكيان الصهيوني، وإعادة الإعتبار مجددا الى الانتاج الوطني والبدء بزراعة القمح والحبوب في منطقتي  الديسى والمدورة، وتغيير النمط الزراعي في الاغوار والمناطق الزراعية في شرقي شمال البلاد، بما يتلائم مع مواردنا المائية من جهة وتوفير الإحتياجات المحلية والتصدير الى الاسواق التقليدية العربية من جهة اخرى.


ما نستطيع إنجازه برغم التحديات والصعوبات القديمة والجديدة سيكون كبير ومفتاح لإحداث تغير في معادلات الصراع الخفي والمعلن، فالكيان الصهيوني يتعامل بنزق وإستهتار مع الطرف العربي، مستندا الى ترسانة عسكرية كبيرة ودعم شبه مفتوح من الادارة الامريكية، الا ان الثابت ان من يقرر في نهاية المطاف من تقف اقدامه على الارض وهذا هو الاساس برغم فيروس كورونا وغيره لاحقا.

© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences