سليمان معروف البخيت .. بطلا ليس من ورق !!

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الإعلامية إيمان العكور
بصراحة لم اكن اعرف عنه شيئا قبل ان اقرأ كغيري خبر وفاته على كافة المواقع الاعلامية والاجتماعية الاردنية كونه النجل الوحيد لدولة الدكتور معروف البخيت..

دفعني الفضول وخاصة بعد ان قرأت كلمات رثاء له على صفحة سمو الأميرة سمية بنت الحسن لان اكتشف سر تلك الشخصية..

للأسف لم أجد شيئا يذكر اطلاقا في إعلامنا الاردني الذي تسابق وبكل لا مهنية في نشر خبر وفاته حتى ان الاغلبية ولعدم مهنيتها في التأكد من خبر كذلك خلطت الامر وأعلنت وفاة الدكتور معروف الوالد( شفاه الله) عوضا عن ابنه.. لم اجد الا فيديو او اثنين عنه.. وكانت المفاجأة..

إعلامنا الذي يتهافت لنشر كل فضيحة للتشهير بالوطن لا يكلف نفسه عناء التسليط على الوجه المشرق لابناء الأردن.

هذا النجل الذي كتبت خبر وفاته كل المواقع الاردنية كونه فقط ابن رئيس وزراء.. لم يكن أحدا يعرفه.. ولم يكتب احدا عن رحلته الوطنية الاردنية الفريدة..او على الاقل حاول واستكشف الا ما ندر.

لم يتابع الإعلام ما انجزه بدافع غيرته على الوطن وابطال الوطن الذين سطروا بطولات في تاريخه، والذين وللأسف قليلون وخاصة من الاجيال الشابة تعرف عنهم..

المفاجأة الثانية كانت انني وجدت عشرات المقالات الاجنبية الرائعة عن سليمان.. في حياته وبعد وفاته.

مجلات اجنبية هي من تتحدث عن تجربته الرائدة في توثيق محبته لارض الأردن.. وليس إعلام محلي وطني أشار اليه على انه مجرد نجل رئيس وزراء اسبق.. بلا اي هوية وطنية. .

لذلك ولمن لا يعرف مشوار سليمان البخيت الطويل القصير.. والذي كانت والدته وقت العزاء تفخر به وهي المكلومة التي رافقت نعشه من اسبانيا حيث وافته المنية بعد إصابته بجلطة قلبية على اثر السرطان الذي كان يفتك بشبابه واحلامه..

سانقل لكم جزءا من الحلم الذي بدأه سليمان لانه يستحق كل التقدير.. عل أحدنا يكمله.. خاصة وان حلم سليمان كان يتعلق باطفالنا الذين أرادهم ان يعرفوا ان تاريخهم مليئ بالابطال.. وان سوبرمان والرجل الوطواط وألعاب الفيديو القتالية الغربية ليست ارثا لنا كي ندمن عليه.. بل ان أبطالنا هم الذين دافعوا عن تراب الوطن وقدموا حياتهم هدية له.. اولئك الذين لا يذكرهم الوطن الا بالمناسبات القليلة.. في حين لا يعلم عنهم اطلاقا اي طفل أردني..!

سليمان البخيت جاء حلمه استجابةً لاكتشافه أن الأطفال في المناطق المحرومة في الأردن ليس لديهم أبطال يتعاطفون معهم غير أولئك الذين تحتفل بهم الجماعات المتطرفة وتروج لهم.

"الواحة السعيدة" كانت أول لعبة عربية إلكترونية تنطلق كبرنامج على موقع فايسبوك الاجتماعي.

سليمان البخيت اراد عندما اطلقها ان

يخلق نماذج إيجابية لدى مستخدمي فايسبوك العرب تساهم في مكافحة التشدّد عبر تصوير أبطال عرب خارقين يمثلون نماذج إيجابية للأطفال لأنهم يحاربون"الإرهاب".

اراد سليمان الذي ترك امريكا وعاد للاردن لتحقيق حلمه، اراد نشر رسالة لمحاربة التطرف والاسلامفوبيا عن طريق التواصل مع الصغار. رسالته كانت بسيطة

نحن"لسنا إرهابيين"...

وكان يقول ان مشكلتنا الكبرى في الشرق الأوسط ان الإرهاب يتخفى على شكل بطولة.

اما ما دفعه لذلك فيعود إلى تجربة خاضها شخصيا بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر أثناء دراسته في امريكا حين تعرّض للضرب من قبل أربعة رجال أميركيين كونه عربياً. حادثة كانت نقطة البداية في حملة قادها البخيت عبر رواية القصص في مدارس محلية على طريقة حكايات علاء الدين.

وفي احد الايام صدمه سؤال طفل أميركي له

" هل يوجد هناك سوبرمان عربي.."؟

وقتها اصر سليمان على ضرورة ان يكون هناك سوبرمان عربي خارق.

وفعلا ترك كل حياته وهو الذي كان بإمكانه ان لا يفكر الا بعالم المال والرفاهية دون ان تكون له رساله انسانية يتركها خلفه.. ولعله كان يشعر ان مشواره في الحياة سيكون قصيرا حتى قبل ان يصيبه المرض اللعين..

وبدأ مشروعه الوطني من خلال مجموعة "ارانيم" التي اسسها لإنتاج الكتب المصورة والالعاب الإلكترونية التي تركز موضوعاتها وشخصياتها على اساطير وعادات وتقاليد الحضارة العربية الإسلامية وابطالها بأسلوب جاذب للأطفال الذين سرقتهم الألعاب الإلكترونية العنيفة الغربية وسيطرت على تصرفاتهم.

وتم اعداد كتاب هزلي من اجل إنشاء مجموعة من الشخصيات العربية، ومن بينها أنثى جيمس بوند وعميلة سرية أردنية تحارب التطرّف.

والذي قرّر تحويله إلى لعبة إلكترونية على موقع"فايسبوك". فظهرت"الواحة السعيدة.

وكم سعدت عندما ناولتني ام سليمان المجموعة القصصية المصورة بعنوان

" نشامى الأردن" التي تكرم شهدائنا الابطال ومحاربينا الشجعان وتثقف الاطفال حول كفاح أبطال خرجوا من رحم الوطن وليس أبطال على ورق مثل سوبرمان..!

حزنت لماذا لم اكن اعلم عن هذا المشروع.. لماذا لم يتم نشر مجموعة " قصص معركة القدس القديمة" على كل مدارسنا والتي تصور باسلوب جذاب وبسيط ومصور دور الجيش العربي الاردني في الدفاع عن القدس أمام العدو الصهيوني عام ١٩٤٨ من خلال التركيز على بطولات غير مسبوقة لأبطال أردنيين ليسوا من ورق بل من حب وتضحية وانتماء..!
وصفته الصحافة الغربية بانه شخص استثنائي جريئ جدأ وذو روح فكاهية تجذبك للاستماع اليه.. فهو وبدلاً من مجرد التعبير عن استيائه من التطرف العربي - أو إنكاره أو تبريره - حاول أن يفعل شيئًا حيال ذلك. شيئا خلاقا

ولعل الندبة التي على وجهه عندما هاجمه بعض المتطرفين زادته نبلا وشرفا بدلا من ان تشوهه .
اتمنى ان يتم اكمال هذا المشروع الوطني الذي بدأه سليمان البخيت.. لانه يستحق ان يشكر عليه.. ولانه جعل من سليمان اردنيا نموذجا وبطلا خارقا كما سماه البعض وليس مجرد نجل لرئيس وزراء..
رحمة الله عليه

الرجاء مشاهدة هذا الفيديو لتتعرفوا اكثر عن البطل الذي اتحدث عنه..



 

 

بطل ليس من ورق !
بطل ليس من ورق !
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences