صفر كورونا : الممكن والمستحيل

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
فارس الحباشنة
في معركة كورونا أردنيا، فما ينقصنا الا الحجر على أصل البلاء قبل الوباء. الأيام الماضية سجلت ارتفاعا صاروخيا في اعداد المصابين. وعداد الإصابات الجديد مازال حبيسا لسائقي الشاحنات المصابين. الأيام الصفرية اغلوطة طبية وعلمية ومنطقية، وما كان من الأجدر الإعلان عنها ما دامت البلاد تستقبل مغتربين والمعابر الحدودية مفتوحة على مصراعيها.

من بداية ازمة كورونا، لم اسمع عن صفر اصابة الا في الاردن. وحتى الصين التي تعافت من كورونا مازالت غير معترفة علنا بصفر اصابة، والكودار الطبية الاستقصائية تسعى على قدم وساق لتتبع أثر الفايروس وتفشيه في إرجاء البلاد. «صفر اصابة «علميا ومنطقيا افتراض رقمي لواقع الفايروس، لربما ممكن لو ان العالم ودول مجاورة اعلنت تعافيها من الوباء، وان الاردن قد وضع جدران وحواجز واشباك من الحجر الطبيعي والافتراضي على جمهور المواطنين.

قصة سائق الشاحنة الأخيرة لا اريد أخذخا من زوايا من يتحمل مسؤولية، ودقة الفحص المخبري على الحدود، وعدم التزام السائق بالتعهد الذي امضى عليه، وما مدى نجاعة خيار التعهد الورقي والحجر المنزلي، والالتفات لما هو ابعد في المنظومة الاجتماعية العامة، وكيف ان السائق خلال اسبوعين، وهو محجور افتراضيا جاب الاردن من اقصى البادية شرقا الى وسطه وشماله.

صفر كورونا من المبكر طرحه، والاعتراف به. ولو افترضنا حقيقة أن نتائج فحوصات ليوم ما جاءت جميعها سلبية، فهذا لا يعني أن الصفر الرقمي ممكن واقعيا، ورقم إحصائي يمكن الاعتراف به جهرا، والاعلان عنه، وان تنحرف مجسات صناع القرار نحو التفكير بعالم ما بعد كورونا اردنيا، بأدنى الافتراضات، واقلها مطابقة علميا وموضوعيا لاي تجربة عالمية في مواجهة كورونا.

فكم عدد الأردنيين الذي جرى فحصهم ؟ باعترافات رسمية فان العدد لا يتجاوز مئة ألف فحص. وفحوص « الكت « بعينات الدم، اقر أطباء وعلماء عرب وعجم بأنها غير دقيقة مخبريا، ولا تشخص الاصابة، والعالم تخلى وتراجع عنها من الأيام الاولى لتفشي كورونا في أوروبا وأمريكا واستراليا وكندا.

و اما الفحص الثاني، وهو خزعة الأنف، فالأردن اقر استعمالها متأخرا. ليس هناك من فتوى طبية وعلمية ايضا حول نجاعتها ودقتها. وما ارمى للإشارة اليه هنا، ان معدل ونسبة الفحص في الاردن مازالت متواضعة، ولذا فانه من غير المنطقي والعلمي الإعلان عن صفر اصابة.

 معركة كورونا عالمية. وعلى الكرة الأرضية، وخريطة العالم لا يقدر بلد مهما كبرت وتضخمت قدرته الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية والعسكرية الاعلان عن بداية ونهاية محلية وذاتية للفايروس.

في الاردن اخبار العزائم لم تنقطع. ويقولون : حظر شامل، ومنع تجوال، وتباعد اجتماعي. فيمكن الاعتراف بصدق ان هناك مواطنين اقل وظيفة في الدولة ودرجة تعليمية ولكنهم ضربوا امثلة رائعة في التزام القانون وأوامر الدفاع من الف الى الياء. 

عودة الى الحجر على أصل البلاء قبل الوباء. فلا شك ان هناك من يتحملون مسؤولية التقصير في ازمة المفرق وسائق الشاحنة، وكل ما جرى من عودة جنونية لكورونا. ما جرى فاضح ومساءلة المقصرين يكون فرصة الى منع تكراره، فلا مجال لمزيد من الأخطاء
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences