لنبتعد عن الإشاعة وترويجها فلا "ابو محمد" متزوج من ثانية ولا "بائع البوظة" مخالط لآلاف ولا رئيس بلدية يولم ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
خاص : المحرر
فرضت علينا جائحة كورونا الكثير من العادات والمواضيع لنتناولها بشكل يومي وباتت احاديثنا محصورة في التساؤل عن ما وصلنا اليه من اعداد مصابين بالمرض وهوياتهم وعملهم وبالكاد تخلو اخبارنا من التنبؤ واستقاء المعلومات من غير مصادرها ودخلنا في تيه الإشاعات والاقاويل والتي تصل بتا إلى الفتن والمحاكم. 

 
فتارة نرمي "بفتاشة" ان سائق المفرق "ابو محمد" متزوج من امرأة ثانية سرآ وانه خالطها وخالط أهلها بالاغوار في إشاعة ثبت كذب مروجيها وكادت ان تعصف بعلاقة الزوج بزوجته لولا الثقة المبنية بطول سنين العشرة بينهما وتخرج مقولة ثانية بأن بائعآ للبوظة مصاب وخالط المواطنين بجولته على 7 محافظات وكأن هذا الشخص متمثل بهيئة سوبرمان ويركب المكنسة السحرية التي تأخذه بلمح البصر بجولات على المدن والقرى والبادية ليبيعهم حبة (آيس كريم) ومن ثم يصيبهم وينقل إليهم المرض والحقيقة انه لم يخالط هذا الكم من الناس وهو متوقف عن العمل من ايام وانه ايضا غير متزوج ويعيش مع والدته لوحدهما وذهب آخرون إلى إشاعة ان رئيس بلدية أولم لوزيره وبعض زملائه من رؤساء البلديات بخبر عار جدا الحقيقة لعدة اسباب واهمها ان هذا الرئيس ملتزم اصلا بحياته ولا يقبل التجاوز لا من نفسه ولا من الآخرين وفي الأيام العادية فكيف له ان يتجاوز قانون الدفاع في أيامنا العصيبة وعن هذه الإشاعات التي صاحبت غزو فيروس الكورونا للأردن الكثير منها وحدث بلا حرج والتي لا مجال لذكرها في هذا المقام.

المصيبة الكبرى في هذه الإشاعات هي طريقة بثها وتناولها وتعميمها بحيث تصبح مسلم بها وواقع حقيقي وهي بالأصل غير ذلك ولا تمت للرواية الصحيحة بشيء وهذا مرده إلى الطبيعة البشرية الأردنية والتي تلهث خلف الاثارة والمعلومات المضللة كما أن لابطال السوشال ميديا على منصات التواصل الاجتماعي دورآ في نشرها بسرعة فائقة جدا وللاعلام والصحافة ضلع كبير في الترويج أيضا فعندما تتسابق المواقع الاخبارية للحصول على السبق في خبر ما فان البعض يأخذه دون تحقق ومن غير مصدره ومن الممكن أن يدخله في ظلام الخبر الكاذب او الإشاعة السيئة ان كانت بحسن النية او عدمها.

الان وقبل اي وقت مضى على الجميع الانتباه والحذر من نقل اي خبر كاذب او ترويج لقصص من نسج الخيال حتى لا نظلم أهلنا ونسبب لهم اشكالات جراء وصول هذه الأشاعات المفبركة كما لا ننسى الجهد والتعب الذي سيبذل من الأجهزة الرسمية للهاث خلف معلومة غير صادقة والذي من الواجب توفير وقتهم لعمل فيه من الإنتاجية المثلى لصالحنا. 

فالأردن ما احوجنا فيه الان إلى توخي الحقائق وهنا لا اخصص احد بل كلنا كشعب يجب أن نقف خلف قيادتنا وحكومتنا وأجهزتنا لنكون عونآ لها في نقل الحقائق والهموم والمطالب بمعول بناء وخير ولا نبقى حبيسي إشاعة نروجها ونصدرها احينآ أخرى ونكون معول هدم وشر. 

حفظ الله الاردن قيادة وأجهزة وحكومة وشعب
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences