الصين بلاغة الصمت وضخامة الأداء والتطور ..
الشريط الإخباري :
سليم النجار
للصمت في الحديث عن الصين مساحة بحجم الكلمات وهو يفرض نفسه بنفس الثقل الذي تتركه المفردة ٠ والصمت هنا ليس التأمل انما الفراغ ؛ أو المسألة الزمنية التي تستغرقها حركة النظر وهي تستقرئ المكان او مجرد التوقف ٠
والصين عندما تحتفل بهذا النوع من الحضور تكون لغة الحوار الوحيدة القائمة بين عالم هذه الأشياء ووجوده العالق بالكلمات " وسط بحر من الصمت هو بحر الحياة الصينية " ٠
أن لغة الصين السياسية كثيفة هي الأخرى مشدودة كسائر السياسات التي تخدم الإنسانية ؛ فهي تعتمد المفارقة السريعة وحتى الخاطفة اذ ما أرادت الخروج للفضاء الإنساني ؛ فان كلمة " مستشفى " وحدها التي منحت النص أقوى مدلولاته السياسية وأكثرها مباشرة ؛ كما فعلت عندما أقامت مستشفى ضخم في السعودية خلال اسبوع لمواجهة جائحة فيروس كورونا ؛ في أقل من اسبوع ٠ كما ان الصين تتجنب لغة الشعارية أو ( المنشورية ) ان صح التعبير ؛ كما فعلت وقدّمت المساعدات الإنسانية وعبر قطاعها الخاص ؛ وكذاك فلسطين قدمت لهم مساعدات ضخمة مع طواقم طبية تباشر عملها على ارض الواقع ٠
إن أبرز ما يميز النهضة الصينية أنها لم تركز على الجانب الأقتصادي فحسب او على مجال دون مجال دون الآخر ؛ وإنما هي نهضة شاملة انعكست على المجتمع ككل وعلى المواطن بشكل خاص وأبرز مظاهر ذلك ما عرفناه من نتائج تحققت لصالح المواطن نفسه مثل ارتفاع متوسط عمره من ٣٧ عاما إلى ٧٥ عاما ٠
وتخلص الغالية العظمى للشعب الصيني من الأمية والفقر ٠ واهتمت الصين بالثقافة وإيمانها بالقول المأثور ( دولة دون ثقافة ومثقفين ؛ كمن يذهب إلى الصيد دون بندقية ) ؛ فأنشأت عشرات المشاريع الثقافية ؛ وفي طريقها لتحقيق مشاريع جديدة مثل إنشاء المركز الثقافي الصيني في الأردن ٠
إن فلسفة الصين الثقافية في جوهر تجلياتها التواصل مع باقي شعوب العالم ؛ من أجل بناء إنسان فاعل في محيطه ؛ وفي عالمه ٠ وهنا على وجه التحديد استذكر وانا اخط قلمي على بياش الورق ؛ ما فعلته بنا الحداثة الغربية ؛ نحو أي مصير يندفع مجنون الحداثة ؟! المشكلة أننا ندرك بفجاجة أن رجل الحداثة القرفان في الغرب بحسب نيتشه ؛ هو في بلادنا مشوه ؛ هجين ؛ ملتبس ٠