التسرب المنزلي يتسبب بهدر متر مكعب من المياه كل ساعة
الشريط الإخباري :
عقب رصد سلوكيات خاطئة تتعلق باستهلاك المياه، واستجابة لتزايد الضغط على مصادرها المحدودة خاصة خلال أزمة جائحة كورونا، تطلق وزارة المياه والري غدا الاثنين حملة وطنية توعوية بعنوان "#على قد حاجتك” تستهدف كافة شرائح المجتمع من المواطنين والمقيمين.
وتتسق الحملة التي تطلقها الوزارة بالتعاون والدعم من مشروع مبادرة لرفع كفاءة قطاع المياه والممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (USAID)، ومساع متواصلة للتوعية بأهمية الحفاظ على المياه وترشيدها واستخدامها بكفاءة عالية.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة المياه والري عمر سلامة، في تصريحات صحفية، أن الحملة، التي تستمر أسبوعين، تهدف أيضا إلى نشر حقائق ومعلومات ترمي الى "ترسيخ ثقافة وطنية للحد من السلوكيات الخاطئة فيما يتعلق باستخدامات المياه وتبني ثقافة الترشيد المائي”.
وفي هذا السياق، بينت مؤشرات دراسات وزارة المياه، أن ما "تتجاوز نسبته 50.7 % من المواطنين المشتركين بخدمات المياه بالمملكة، لا يقومون بصيانة خزانات المياه الخاصة بهم، كما أن نحو 59.2 % من المواطنين الذين سجلوا اعتراضات على فواتير المياه، كانوا يتعمدون تعطيل عوامة خزانهم”.
وأضافت، ان 21 % من المنازل تبين وجود تسرب مياه في مرافقها حتى بعد إصلاح عوامة الخزان”، مشيرة الى أن "هذا يؤدي لهدر نحو 15 لترا في الدقيقة، ومترا مكعبا واحدا في كل ساعة”.
إلى ذلك، دعا سلامة المواطنين الى المشاركة والاسهام بنشر الحملة عبر كافة وسائل الإعلام والاتصال ووسائل التواصل الاجتماعي المتاحة وكافة مؤسسات قطاع المياه بما يضمن تحقيق الأهداف المنشودة من الحملة، مبينا ان هدف الحملة "تعريف المواطنين بالتحديات المائية التي تزايدت في ظل جائحة كورونا، وازدياد الطلب على المياه ما اضطر هذا القطاع إلى زيادة الخطط المائية للمواءمة بين الطلب والمتاح في ظل الطلب المتزايد خاصة للاستخدامات المنزلية إثر الظروف التي فرضتها الجائحة”.
وجاءت الظروف التي فرضتها جائحة كورونا، نتيجة للحجر المنزلي وتواجد جميع أفراد الأسرة داخل المنزل على مدار الساعة، ما أضاف أعباء مائية إضافية غير متوقعة على التحديات الموسمية المعتادة لمواجهة العجز المائي خاصة خلال فترات الذروة في فصل الصيف.
وأشار سلامة الى قيام إدارة قطاع المياه ومنذ بداية وباء كورونا بمعالجة تلك التبعات، من خلال تشغيل عدة مصادر مائية لتعمل بالطاقة القصوى لتعويض الازدياد بالطلب الذي شكل ما نسبته 40 % مقارنة بالفترة ذاتها من الأعوام الماضية.
ويعني هذا "ارتفاع الطلب لأغراض الشرب الى نحو 250 مليون متر مكعب خلال الموسم الصيفي الراهن”، وفق سلامة الذي أكد التزام الوزارة وإداراتها وشركات المياه، بعدالة التوزيع حسب الكميات المتاحة وبما يلبي الاحتياجات المنزلية للأفراد بمعدل 60 – 80 لترا في اليوم، حسب دور المنطقة وحصص التوزيع المخصص.
وأوضح سلامة أن هذه الحملة تهدف للترويج لممارسات مهمة وعملية وهي الصيانة المستمرة لخزان المياه في المنازل والمرافق التابعة له كالعوامة وغيرها، وضرورة اقتناء خزان مياه ارضي منزلي في العقارات إذا لم يكن موجودا، إلى جانب استخدام مرش المياه حال الحاجة له بدلا من خرطوم المياه.
وأكد إيجابية مساهمة السلوكيات الايجابية إلى حد كبير في رفع كفاءة استخدام المياه وخفض قيمة الفاتورة المنزلية، ما ينعكس إيجابيا على الواقع الاقتصادي ويحافظ على كميات المياه ويضمن وصولها للمجاورين بعدالة وكفاءة علاوة على توفير سعة تخزينية احتياطية من المياه المنزلية.
وشهد الموسم المطري للعام الحالي هطولا مطريا جيدا جدا، تجاوز 160 % من الموسم المطري طويل الامد، مسجلا تخزينا للسدود الرئيسية بما نسبته 65 % من الطاقة التخزينية الكلية البالغة 336.4 مليون متر مكعب.
وشدد سلامة على الحاجة لبضعة مواسم مطرية جيدة مثل الموسم الماضي لتعويض العجز المائي والناجم عن استنزاف المياه الجوفية والاستخدام المتزايد، وصولا الى تمكين القطاع المائي من الاحتفاظ بمخزون آمن للاستخدامات المنزلية والزراعية والصناعية والسياحية.
وقال، إن جائحة كورونا داهمت القطاع في وقت مبكر منذ منتصف كانون الثاني (يناير) الماضي، لتفرض واقعا جديدا فاقم الضغط المتزايد على الواقع المائي لحين الانتهاء من هذا الوباء وآثاره.
وأوضح أن قطاع المياه بذل جهودا استثنائية في مساندة كافة الاجهزة الرسمية والأهلية لمواجهة جائحة كورونا الطارئة وما زال يواصل جهوده للتخفيف من آثار الجائحة على المواطنين خاصة خلال أوقات الحظر والحظر الشامل.
وتواصل وزارة المياه والري تطبيق خططها وبرامجها الفاعلة والسيناريوهات المختلفة لتأمين الاحتياجات في مواعيدها رغم بعض التحديات الطارئة كالاعتداءات وانقطاعات التيار الكهربائي والتعامل مع الارتفاع الحاد أحيانا في أعداد الشكاوى الواردة لمركز الشكاوى الموحد (116117) كنتيجة لذلك.
وسجلت أعداد الشكاوى ارتفاعا كبيرا خلال فترة الحظر الشامل لتصل إلى ما يتجاوز 16 ألف شكوى خلال اليوم الواحد مقارنة مع ألف شكوى لنفس الفترة من الأعوام الماضية.
وأكد سلامة سعي قطاع المياه باسناد من الأجهزة الرسمية المختلفة لوضع حد للاعتداءات المستمرة على شبكات التزويد المائي كمنظومة مياه الديسي وغيرها وهو ما يمس بالأمن المائي الوطني ويعد انتهاكا صارخا بحقوق المواطنين المائية، داعيا المواطنين الى تعزيز الجهود المائية والتكاتف لاجتياز "الحرج المائي” في بلد يصنف ضمن الدول الأكثر فقرا بالمياه