السلام لا يعني الاستسلام للمحتل الغاصب

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
بقلم  :  سري القدوة

 باتت سياسات الإدارة الأمريكية الداعمة والشريكة للاحتلال وقراراتها الخطيرة والمجحفة بحق الشعب الفلسطيني تشكل خطورة على الاجماع العربي ومستقبل المنطقة كلها حيث ساهمت تلك المواقف الامريكية بما في ذلك اعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال ونقل سفارتها إليها ووقف التمويل المخصص لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) وإعادة تعريف اللاجئ الفلسطيني وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية وإغلاق الحسابات المصرفية للمنظمة بواشنطن وطرد السفير الفلسطيني ووقف الدعم المالي للفلسطينيين بما في ذلك الدعم المقدم لمستشفيات القدس وإسقاط مصطلح الاحتلال من قاموسها السياسي وقيامها بفرض إرادة المحتل على الشعب الفلسطيني باستخدام مبدأ القوة وتريد منه الاستسلام بأية وسيلة كانت.
في ظل ذلك لا بد الانطلاق لوضع استراتجية شاملة لمواجهة ما يسمى مشاريع الضم الاسرائيلية وفق مخطط الرئيس الأميركي ترامب عبر ما يسمى بصفقة القرن وخطط ضم أراضي واسعة من الضفة الغربية خاصة منطقة الأغوار ومناطق (ج) والمستعمرات والتحرك العاجل وخصوصا على المستوي العربي والعمل بكل المستويات السياسية والشعبية والدبلوماسية والتوجه لدعم الموقف (الاردني والفلسطيني) الرافض لسياسة ومخطط الاحتلال والبناء عليه وحث الدول العربية والإسلامية للمشاركة في فعاليات التكتل العربي والإسلامي وتعزيز وحدة التحرك المشترك الفلسطيني والأردني المشترك لدعم صمود شعبنا على أرضه وفي وطنه وعزل الموقف الأميركي الإسرائيلي على الصعيد الدولي وتوفير كل الامكانيات الداعمة والمساندة لمواجهة مخطط الضم الاسرائيلي وضمان افشال هذه المؤامرات الاخطر على تاريخ ومستقبل المنطقة.
ومن المهم والضروري أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات عملية وجدية وفاعلة لمحاسبة ومساءلة دولة الاحتلال وإرسال رسالة واضحة بأن هناك ثمنا ستدفعه مقابل جرائمها وإنهاء هيمنة الولايات المتحدة على مصير العملية السلمية وطرحها لمبادرات سلام لا علاقة لها بالسلام ولا بد من قادة الاتحاد الأوروبي إعادة النظر في علاقاته مع حكومة الاحتلال كونها تنتهك الاتفاقيات الثنائية والقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ومن المهم ان يتخذ الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة الامريكية اجراءات عملية للحيلولة دون الاستمرار في هذه الكوارث السياسية وإعادة تقيم ما نتج من سياسات ظالمة انتهجها الرئيس ترامب وضرورة دعم الموقف الفلسطيني الرافض لمؤامرات تصفية القضية وانتهاك الحقوق التاريخية الفلسطينية التي تعد انتهاكا صارخا للاتفاقيات الموقعة مع حكومة الاحتلال وضرورة العمل ضمن الجهود الدولية الرامية الي احلال السلام وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة والمقرة دوليا.
ان حكومة الاحتلال باستمرارها في مخططها التآمري على الشعب الفلسطيني وتطبيق خطط الضم للضفة ومناطق الاغوار المحتلة فأنها تفتح باب المواجهة مع الشعب الفلسطيني وتبقي جميع الخيارات مفتوحة وممارسة كل اشكال النضال أمام خطوات إفشال خطة الضم العنصرية وصفقة القرن الأمريكية مع الاخذ بعين الاعتبار اهمية وضرورة تعزيز وتعميق الوحدة الوطنية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد لشعبنا وضرورة توحيد الجهود والطاقات الفلسطينية بين كل القوى والفعاليات الفلسطينية داخل الوطن وخارجه لمواجهة مؤامرات الضم وتصفية القضية الفلسطينية وحماية القدس عاصمة الدولة الفلسطينية وتعزيز المقاطعة الشاملة للاحتلال.
إن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله ومقاومته رغم كل المؤامرات الشرسة والهجمة الامريكية الاسرائيلية وسيستمر في التوجه للمؤسسات والهيئات الدولية بما فيها محكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة قادة الاحتلال الاسرائيلي على جرائم الاستيطان والضم وستكون في نهاية الافق الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.


سفير النوايا الحسنة في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
infoalsbah@gmail.com
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences