العاصفة الجنائية ممر ام مستقر!؟
الشريط الإخباري :
فايز شبيكات الدعجه
كانت الأيام القليلة الماضية عبوسه. إعصار جنائي استثنائي ضرب في عمق امن المملكة بغتة والناس غافلون.
جرائم وحشية مكثفة وقعت بالجملة ،وانحرافات سلوكية متتالية احدثت ما احدثت من اضرار في اساسيات الطمأنينة والاستقرار قوبلت بردود فعل جنونية.
كان ثمة شحنة غضب شعبية خشنة تندد بالواقع الأخلاقي المتدني المسبب للأحداث ،والمطالبة بتحرير امن المجتمع من الجناة الاشداء وذوي السيرة الذاتية السوداء، والوقاية من حمم جرائمهم الأخلاقية المتكررة.
تجهمت الحكومة بوجه الناقدين وتجهم الناس بوجهها ،وثار جدل كبير، الناقدون امعنوا في الوصف واعتبروا ما يحدث ناجم عن تقصير ونقلة نوعية في الانحدار الأمني ، لكنهم كانوا محط شبهات بالنسبة للحكومة ،وعقدت اجتماع عاجل انتهي بمرافعة دفاعية عن اجهزتها الامنية ،وتأكيد براءتها وخلو إجراءاتها من كل عيب وتقصير ،وقالت انها حملة ممنهجة للإساءة للأمن العام ،وشككت بأهداف مثيري الحملة ونواياهم المشبوهة ،وتقاذفت معهم مختلف التهم ،وردت اليهم ما زعموه من افتراءات .
كان للأحداث ارتداداتها الجاذبية المتناقضة أيضا ،ضمت بين من ضمت قادة امنيين سابقين وخبراء واعلاميين ومتخصصين، فبينما وقف البعض في صف الحكومة ،تصدى لهم اخرون من نفس طينة المنتقدين وقابلوهم بردود سريعة من الابانة والوضوح .
في ذات السياق زف الينا مدير الامن العام اللواء فاضل الحمود بشرى انحسار معدلات الجريمة عاما بعد عام رغم تضاعف عدد السكان، في ظاهرة غريبة تناقض الوضع الطبيعي العالمي بتناسب معدل وقوع الجرائم تناسبا طرديا وليس عكسيا مع الارتفاع السنوي لعدد السكان ، الامر الذي يعني ان شكوى المواطن وشعورة بارتفاع نسب الجريمة الملفت هو شعور وهمي تدحضه البيانات الإحصائية والأرقام .
اللواء الحمود اوضح (ان عدد الجرائم التي حصلت في عام 2013 بلغت 27349 جريمة وكان عدد سكان المملكة خلال نفس العام 530ر6 مليون نسمة في حين ان عدد الجرائم عام 2018 بلغ 24654 وعدد السكان 309ر10 مليون نسمة )وقد تكون هذه الحالة حالة اردنية خاصة تنفرد بها عن باقي المجتمعات تستحق الدراسة والتحليل.
على أي حال تريثوا. فما نمر به الان حدث عابر ،وليس أكثر من زوبعة في فنجان ،وستنقشع غمامة النوادي الليلية اللعينة واخواتها عما قريب، وستهدأ العاصفة وتتلاشى تلاشيا تلقائيا، فالأعاصير الجنائية حالة بشرية قديمة تظهر وتختفي منذ العصر الدهشوري وما حدث عندنا مجرد واحدة منها.