الكمامة بين ضرورة التقيد بها وشعور البعض بالاختناق منها ..

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
إخلاص القاضي-
 ضاقت الخمسينية وداد ذرعاً جراء ارتدائها للكمامة في ظل أزمة كورونا، وهي التي تعاني من أمراض صدرية وتنفسية في وقت تضطر فيه للالتزام بها أثناء تسوقها أو تجوالها أو لقائها أحدهم، وذلك لأهميتها في الحد من العدوى، كما تقول لوكالة الأنباء الأردنية (بترا).
وتضيف أنها تشعر بضيق في التنفس بسبب الكمامة، وكأن نسبة "الاوكسجين" الذي يحتاجه جسمها قد تقلصت، فتضطر، كما تتابع، لإزالتها حتى لو كانت بين المجاميع، وذلك طلباً لراحة مُلحّة في عملية التنفس.
وتنوه إلى أنها تدرك تماماً أن الكمامة والقفازات والتعقيم هي من السبل المثلى لمنع انتشار عدوى فيروس كورونا، ولكنها تعاني على المقلب الآخر من استمرار ضيق التنفس بسببها حتى لو اختارت تلك المزودة بفلتر منق للهواء، أو أي نوع مختلف منها. وتلفت - كغيرها ممن يعانون من أمراض صدرية وتنفسية - إلى أهمية عدم مغادرة المنزل إلا للضرورة القصوى، وبالتالي تقليل التعامل مع الكمامة، وتقليص أثرها في الشعور بالاختناق، على حد وصفها.
وتشاطرها الاربعينية سهاد، وهي ربة منزل، بـ "شعور الاختناق ذاته من الكمامة"، ولكنها مضطرة كما تقول، لارتدائها للخروج برفقة ابنتها المريضة قاصدة مراجعات طبية منتظمة في أحد المستشفيات.
وتوضح: "بمعزل عن نوع الكمامة أو سعرها، فهي بكل الحالات مزعجة لها، غير أنها حريصة وابنتها على الالتزام بكل الإجراءات الاحترازية تفاديا لأي عدوى، سيما وأنهما تستقلان المواصلات العامة بين الزرقاء وعمان للوصول إلى المستشفى المقصود". ورغم كل ما يقال أو يشاع عن أثر الكمامة في الحد من التنفس، يؤكد أطباء أن الكمامة هي السبيل الأنجع لمنع انتشار العدوى، مترافقة وسلسلة إجراءات أخرى وضرورية، كالتعقيم والتباعد الاجتماعي وارتداء القفازات وغسل الايدي، وغير ذلك من سلوكيات وقائية، فيما يشير آخرون منهم إلى دور ما يسمى بـ"نوبات الفزع" في الشعور بالاختناق منها. وينوهوا في الوقت عينه إلى أن الكمامة لا تتسبب بالاختناق كما يشاع، ولكنها "قد" تسبب الشعور بنقص في نسبة "الاوكسجين"، ولكن ذلك، ليس للجميع، بل لمن يعانون أصلاً من أمراض صدرية وتنفسية وأخرى مزمنة وخطيرة، وغالباً ما يكونون من كبار السن وربما الاطفال.
ويقول استشاري الوبائيات وعضو اللجنة الوطنية للأوبئة الدكتور بسام الحجاوي، إن الكمامة لا تسبب الاختناق لانها مُعدّة من مواد تسمح لها بتمرير الهواء، وهي ليست مؤذية كما يشاع، بل أنها السبيل الامثل لمع انتشار العدوى، مؤكداَ ضرورة الالتزام بها عند اللزوم.
ويستدرك، قد تسبب الازعاج والاحساس بنقص في الهواء لكبار السن ولمن يعانون منهم من أمراض مزمنة، وهذه الفئة كما يوضح، من الافضل والاسلم لها البقاء في المنزل، وبالتالي فهي ليست مضطرة لارتداء الكمامة.
ويشير إلى أن المنزل بطيبعة الحال هو من أفضل الأمكنة لحجر صحي طبيعي، شريطة عدم الاختلاط بمن لا يتقيدون بارتداء الكمامة أو بقية الإجراءات اللازمة التي باتت معروفة للجميع. ويذكّر الدكتور الحجاوي بإلزامية ارتداء الكمامة في الأماكن العامة وفقاً لامر الدفاع رقم 11 الذي صدر في شهر أيار الماضي، مؤكداً أن التقيد بها ليس ترفاً أو فلوكلوراً بل من المتطلبات الأساسية لمنع انتشار العدوى، لا سيما في ظل ما يتوقع عالميا من موجات أخرى، قد يفاقهما تخلي أو تراخي بعض الأفراد عن التعامل بجدية مع وجود المرض، وبالتالي حدوث ما لا يحمد عقباه.
ويعود للتذكير بأهمية استخدام الكمامات الطبية لمرة واحدة فقط وعدم تكرار ارتدائها إذا لم تكن من النوع الذي يغسل ويعقم تباعاً، وعدم "استعارة" كمامات الغير في حال الاضطرار لدخول الأماكن العامة أو المجمعات التجارية.
ويشدد الدكتور الحجاوي على عدم إلقاء الكمامة في الشوارع بعد الانتهاء منها، بل التخلص منها في الأماكن المخصصة لذلك سواء في الشارع أو في المنازل.
بدوره، يقول مستشار أمراض الصدر والحساسية والعناية المركزة الدكتور غنام جرار: "يختلف الشعور بنقص الاوكسجين وزيادة ثاني اكسيد الكربون لدى ارتداء الكمامة بتأثير عوامل عدة، منها، نوع الكمامة، وطريقة وضعها على الانف والفم، ومدى انطباقها على الوجه، وحالة الفرد المرضية وربما النفسية".
ويتابع: "عدا ذلك فإن الأشخاص الأصحاء الذي لا يعانون من أي من الأمراض الصدرية والتنفسية، فلا مشاكل تذكر لديهم جراء ارتداء الكمامة"، ناصحا الجميع ولتخفيف أي شعور بالضيق منها بعدم استمرار وضعها لساعات متواصلة بل إزالتها جانباً بين الحين والآخر، لأخذ قسط من الراحة. ويرى الدكتور جرار وخاصة لمن يشعرون بالضيق منها، أنه من الأفضل تقليل الحاجة لارتدائها، وذلك بتجنب الاختلاط وارتياد الأماكن المزدحمة، فيما لا ضرورة لها في حالات معينة، كقيادة السيارة منفرداً، والمشي بعيداً عن الازدحام أو ممارسة الرياضة في الأماكن المفتوحة، وكذلك في المنزل - دون الاختلاط بغير أفراد الاسرة -، مشدداً على أهمية التهوية المستمرة لأماكن العمل والتباعد الاجتماعي قدر الأمكان وعدم تكرار استخدام الكمامات ذات الاستعمال لمرة واحدة فقط. ويشير إلى أن الكمامات "قد" تسبب ضيقاً في التنفس لمن يعانون من الربو والتهاب القصبات المزمن، وتليف الرئتين وأمراض القلب المتقدمة، فضلا عن الضغط المتلازم مع قصور عمل عضلة القلب، منوها الى اهمية مراجعة الطبيب المختص في حال الشعور بأي اختناق المترافق وارتداء الكمامات. من جانبه، يقول استشاري الطب النفسي الدكتور زهير الدباغ، "قد يعاني ممن يتضايق من الكمامات، وخاصة من غير المصابين بأي من الأمراض المزمنة من ما يطلق عليه في الطب النفسي "نوبات الفزع" والتي من أعراضها الشعور بالاختناق وضيق التنفس، وغالبا ما يعاني منها كبار السن"، موضحاً أن نوبات الفزع تلك لا علاقة لها بمن يعانون من "فوبيا" الأماكن المغلقة أو العالية، أو أي "فوبيا" أخرى.
ويشير إلى أن علاج نوبات الفزع تكمن في ضرورة المواجهة والتغلب على الأمر الذي يخشى المرء منه.
وفي هذا السياق، كما يتابع: على من يخشى ارتداء الكمامة، وهو يعاني من نوبات فزع معينة، أن يواجهها، أي أن يرتديها عندما يتطلب الأمر ذلك، حفاظاً على صحته وسلامته الجسدية والنفسية في آن معا.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences