«الإخوان» أرادوها مغالبة وتهديداً ..ونراها وستبقى دولة للجميع قوية لا تلين

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
كتب : محرر الشؤون الوطنية
لم يرق لتجار الخطابات والشعارات والتزييف والتلاعب على أوتار المحرمات في أبجديات الدولة، أن ينهض الوطن من جديد، بعد تعافيه قوياً إثر أزمة كورونا، لينفثوا سمومهم في جسد الدولة، غير مراعين حرمة الأوطان وقيم الإسلام من قبل، فأحلوا لمريديهم وأتباعهم أن يُضرب الوطن من خاصرته مستغلين نهج التسامح واللين والصفح.
لم يكن الأردن في يوم من الأيام، إلا وطناً ينال فيه كل صاحب حقٍ حقه، ولم تستقو أجهزة الدولة ولا مؤسساتها على أي أردني، ولم يكن هذا الوطن إلا خيمة عزٍ يستظل بها جميع أبنائها، فمن أباحوا خرق هذه الخيمة، لينال لظى الإقليم الملتهب من أجسادنا، بُغية أجندات حزبية ضيقة، ومنافع فئوية، واهمون لا يفقهون في أدبيات العمل السياسي معنى الدولة والوطن والمؤسسات والقيم والإرث والتاريخ والطمأنينة والسكينة، ولا يفقهون معنى تجاوز الدولة وتسامحها، ويظنونها ضعفاً، وإذ بهم يضلون عن الحق ليكونوا من الأخسرين ولن يجدوا لمسعاهم في خراب الوطن سبيلا.
إن ما يفعله الإخوان اليوم من إذكاء لنار الفتنة بين ظهرانينا، أصبح مكشوفاً، وما استغلالهم لورقة بعض المطالب هنا أو هناك، إلا التجارة بعينها، وهي تجارة خاسرة بعون الله وبوعي الأردنيين الذين لن يسمحوا لأي أجندة أن تنال من جسم الدولة المتماسك، وسيلفظون كل الطوابق السفلية التي تعتاش على الخراب وتحمل على ظهرها أسفار الآخرين من مشاريع وبرامج إقليمية مشبوهة.
لقد أساءوا الفهم، واختلط عليهم الطريق، فكانوا مع الباطل، ذلك الباطل الذي أشعل المنطقة العربية وقسمها وضحك على شبابها بعد أن استخدمهم وقوداً لحرب لم تبق ولم تذر، وتاجر بالأوطان والدماء، فخسرت أمتنا ملايين الأرواح وملايين الجرحى، وارتهنت أرضها ومقدراتها بيد الخارج، وتركوا أهلها في احتراب وضغينة وفتنة وانقسام.
إن ما شهده الوطن من تجاذبات في الأيام القليلة الماضية، يفضي إلى حقيقة واحدة، فكلما ارتاح الوطن وبدأ بالنهوض والتعافي، يبرز الإخوان في ملفاتهم، والهدف واحد، مزيدٌ من المكاسب على حساب فئات حديثة الهيكل والنشأة لا تملك الخبرة في معترك العمل النقابي والمهني، وحيث لا تدرك قواعد الجذب السياسي، فإن الإخوان يقدمون الوصفات التأزيمية الجاهزة، ويشطحون بالناس ومستقبلهم إلى منعرجات عنوانها المغالبة والتهديد، لكنهم لم يدركوا بعد أن الأردنيين يميزون الخبيث من الطيب، ويرون الأردن وطناً للجميع قوياً لا يلين، وطناً لجميع أبنائه وليس لفئة أو جهة بعينها.
وعلى من اختلط عليه الأمر، الإدراك بأنهم جزء من كل، والكل هي الدولة، فمن غير المقبول تقديم البعض لأنفسهم بديلاً عن الدولة في إدارة شأن أي شريحة من المجتمع، فوظيفة الدولة الأساسية هي أدارة الشأن العام المتمثل بكل قواه السياسية والاجتماعية، وما دون ذلك فهو وهم ورهان خاسر.
ولمن قالوا للناس إننا مع الدولة، بينما في الخفاء يريدونها شراكة لا مشاركة، ومقاسمة ومغالبة واستقواء، نقول إن اللعبة مكشوفة.. مكشوفة إلى الحد الذي وصل إلى التطاول والتشكيك بكل من لم يقف في بوتقة الإخوان، فلم يسلم لا مكون ولا تجمع ولا مؤثر ولا صحفي ولا سياسي من أوصاف النيل والتلفيق، فأرادوا الوطن معسكراً وتخندقاً، عبر أبواق مشبوهة ومنصات مجهزة ووهمية، للتلاعب بالرأي العام، لكنه الأردن للجميع، كان وسيبقى لأبنائه جميعاً، ولا تنطلي عليهم كل محاولات التظلم والتباكي واللطميات.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences