مصالحنا الوطنية أولاً ..
الشريط الإخباري :
حمادة فراعنة
لن أذكر ولن أتطرق لمواقف الجزائر وتونس وصولاً إلى موقفي سوريا والعراق نحو المستعمرة الإسرائيلية، ولكنني أتوقف أمام سياسات الأردن والسعودية والكويت والمغرب التي تربطهم علاقات وطيدة مع الولايات المتحدة الأميركية، وبعضها وفي طليعتها بلدنا الذي يرتبط باتفاق استراتيجي مع واشنطن، ونتلقى مساعدات مالية وعسكرية تصل قيمتها إلى مليار ونصف المليار دولار سنوياً بعد توقيع مذكرة التفاهم بين وزيرنا أيمن الصفدي النشط الملتزم بمواقف رأس الدولة، والمنفذ لسياساته، والمتفهم لرؤيته الحكيمة وبرنامجه الواقعي، من أجل أن يبقى الأردن سليماً معافى في مواجهة تدخل الآخرين وعدم التصادم مع الأشقاء مهما اختلفنا معهم، فالمصالح الوطنية لها الأولوية، وفي نفس الوقت عدم التصادم مع المصالح القومية ثانياً.
في 14 شباط 2018 وقّع الصفدي مذكرة التفاهم مع وزير الخارجية الأميركي السابق تيلرسون امتدت لخمس سنوات بدلاً من ثلاثة، وارتفعت قيمتها إلى مليار ونصف سنوياً، بدلاً من مليار وثمانين مليون دولار وفق الاتفاق السابق.
تم ذلك بعد أن رفض الأردن موقف إدارة الرئيس ترامب التي تضمنت قبوله وموافقته يوم 6/12/2017 على أن القدس الموحدة المحتلة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية، وشكل الموقف الأردني رأس حربة سياسية في دعم الموقف الفلسطيني وإسناده محلياً في القدس عبر إدارة الأوقاف وتمويلها، وعلى المستويات العربية والدولية.
باختصار الأردن الذي تربطه علاقات استراتيجية مع الولايات المتحدة يملك الشجاعة المعلنة لأن يقول لا لسياسة واشنطن نحو فلسطين، وهي سياسة نتبادل مواقفها ونتكامل مع العربية السعودية والكويت والمغرب، بدون المس والأذى للآخرين، فطالما لا نقبل أن أحداً لا يتدخل في رسم سياساتنا الوطنية، لا نقبل لأنفسنا المزايدة على آخرين من الأشقاء، أو نسعى للتدخل بسياساتهم، فهم أدرى بمصالحهم، مثلما نحن أدرى بمصالحنا ونعمل على أساسها، سواء اتفقنا مع الآخرين أو اختلفنا.
تبجح رئيس حكومة المستعمرة نتنياهو وأركانه وأدواته لا تعنينا، فهو يتصرف: 1- وفق مزاج قاعدته الانتخابية من اليمين واليمين السياسي المتطرف والفريق الديني اليهودي المتشدد، الذي يسعى للتوسع والاستيطان والضم، و2- دوافعه لإظهار إنجازات في محاولة للتضليل والتهرب أو لمواصلة التأجيل في مواعيد محاكمته الملزمة بناء على قرار الإدعاء العام في توجيه ثلاثة تهم فساد متورط بها.
لقد دفعنا ثمن عدم التدخل في سوريا واليمن وليبيا وقبلهم في العراق، ولذلك لن نتورط في التصادم مع أي طرف عربي نختلف معه في هذه السياسة أو تلك، وسنحافظ على مستوى لائق من العلاقات الاخوية المبنية على الاحترام المتبادل بين الأردن والاشقاء.
السيدة سهى عرفات زوجة الراحل الخالد ياسر عرفات حملتني أمانة معبرة عن تقديرها للدولة الأردنية وسياساتها المستقلة الشجاعة، ورداً لها ولأسرتها ولشعبها الفلسطيني كل الاحترام والتقدير، لأنها بما تمثل من تراث عرفاتي تستحق بما يليق لها من مكانة ورفعة.