مبيضين يكتب: ماذا تريد إسرائيل؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
حازم مبيضين
تطرح العربدة الاسرائيلية في سماء لبنان وقطاع غزة والعراق وسوريا سؤالا حول ماذا تريد القيادة اليمينية للمنطقة بعد ان شنت الطائرات الإسرائيلية غارات على مواقع للمقاومة الفلسطينية في لبنان وغزة، وذلك بعد ساعات من قصف "أهداف إيرانية" في محيط دمشق، والحشد الشعبي في العراق.
قبيل هذه التطورات جمعيها، أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم سيستهدفون إيران وأعوانها في أي منطقة، سواء في سوريا أو لبنان أو العراق. فقد أعلن الجيش الإسرائيلي أن مقاتلاته قصفت قوات إيرانية قرب دمشق "كانت تخطط لإطلاق طائرة مسيرة نحو أهداف في إسرائيل وأوضح المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أن "الضربة استهدفت قوة فيلق القدس ومليشيات شيعية تخطط لتعزيز خطط لشن هجمات تستهدف مواقع في إسرائيل انطلاقا من داخل سوريا خلال الأيام الأخيرة، وعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي على هذه الغارات قائلا إنه لا حصانة لإيران في أي مكان.
الرد اللبناني جاء على لسان حسن نصر الله الذي توعد بأن قصف إسرائيل مركزا لحزبه في دمشق وسقوط طائرتين إسرائيليتين مسيرتين على معقل الحزب في بيروت لن يمر. وخاطب الجيشَ الإسرائيلي قائلا "انتظرونا ليس فقط عند الحدود". و"أقول لسكان الشمال ولكل سكان فلسطين المحتلة: لا تعيشوا أو تطمئنوا أو ترتاحوا". وأضاف الأمين العام "لن نسمح في لبنان بمسار يماثل ما وقع للحشد الشعبي في العراق، وسنفعل كل شيء لمنعه". وفي المقابل دفعت إسرائيل بدبابات ومدرعات وناقلات جند وقطع عسكرية متعددة إلى مناطق مختلفة من الجولان. في حين عبّر وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو لنتنياهو عن دعم واشنطن لحق إسرائيل في الدفاع عن النفس في مواجهة الأخطار التي تشكلها قوات الحرس الثوري الإيراني، وضرورة التحرك لوقف أي هجمات تستهدف إسرائيل.
عراقيا يبدو الرد غائما فالتوقعات المطروحة من قبل ميليشيات الحشد قد تقتصر على توجيه ضربة بصواريخ نحو السفارة الأميركية في بغداد، ما يعتبر أيضا متناغما مع الفتوى القادمة من إيران قبل أيام.أما الخيار الآخر فهو نصيحة إيرانية لميليشيا الحشد بأن يلتزموا الهدوء ويتحولوا إلى الطرق الدبلوماسية عبر الضغط على حكومة عبدالمهدي لاتخاذ قرار يحاكي توجه حسن نصرالله، بترك الدبلوماسية للحكومة والرد العسكري للحشد والمهم أن الأيام المقبلة ستكون مليئة بالمفاجآت على مستوى المعلومات واستهداف قادة الحشد، في ظل التزام الحكومة العراقية الصمت ذلك أن الاختلافات الرئيسية في الرأي داخل مراكز القرار في حكومة عادل عبد المهدي، تركز على درجة ضبط الفصائل المسلحة المعتدى عليها في الرد على التواطؤ الأميركي الإسرائيلي، وعلى تفاهمات الحكومة حول تسوية سياسية من خلال ضغط أميركا على إسرائيل لإيقاف استهدافها لفصائل الحشد داخل العراق وعلى المعسكرات والمخازن العسكرية المشتركة.
أي الردود تنتظر اسرائيل؟ سوريا لن ترد وكذلك العراق، وتظل فلسطين التي يمكن انطلاق بعض الصواريخ منها، أما لبنان فان تهديدات نصر الله بالرد في لبنان تعني الهجوم على بعض حلفاء اسرائيل، ونعني بذلك الاميركيين ولهم في لبنان سفارة قد تتعرض لعملية نوعية بينما يظل الاسرائيليون واقفين على "رجل ونص" بحسب طلب نصر الله منهم.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences