لماذا ننتقد (الأمن العام) ونجلد ذاتنا ..؟؟

{clean_title}
الشريط الإخباري :  
الشريط الأخباري 
محمود المجالي 

لماذا ننظّر على من يقدمون لنا الأمن وأرواحهم لنا فداء 
هل أصبنا بمرض (جلد الذات) لكي نتلذذ بالنقد والانتقاد، ونحول الفواجع في حياتنا الى (نكته) نتسلى بتفاصيلها من باب التعجب والنكران، حتى أصيب وطننا بفيروس اسمه (جلد الذات)، وقتل الفضل والجميل 

هل صار علينا ان ننظّر ونحاكم عمل نشامى الأمن العام وجهازهم الوطني  لكي يقال أننا من فصيلة (شعب بلا أخطاء) ، وأننا نسكن في مدينة فاضلة تسمو فيها الفلسفة والقيم المثالية 

أم صار لزاماً على البعض أن يتوه في سبحات الخيال ، وأن يسرد علينا قصصاً من بطولته التي لا يعرف عنها سواه،  ليقال عنه أنه من وضع يده على الجرح أولاً ...
ما يحدث لدى البعض في وطننا هو (جلد للذات)، يتنافى مع قيم الشهامة والمروءة والوفاء، وليعلم أصحاب المناصب القيادية السابقة أن تشكيكهم بات عبئاً على مسامعنا، وما هكذا ترد الإبل وما هكذا يكون الفوز بمركز أو جاه.
ماذا تريدون من هذا البلد وانتم اليوم تقتلون المروءة والنخوة والتضحية، وتعبثون بمعنويات جهاز نفاخر به الدنيا، هو أكبر منكم ومنا، وأكبر من كل الأسماء.
أتريدون أن يصبح هذا الجهاز الكبير مجرد من عمقه وعراقته ودلالات ووجوده التي تبث في نفوسنا السكينة والأمل والاطمئنان

فالفاعل منفعل، والمبتدأ خبر، والجار مجرور، والمفعول لأجله مفعول به. 
والفارق واضح والتقدم ملحوظ، وإذا أردنا الإجابة الأكيدة ببساطة تامة، فلنسأل مجرمين ظنوا سابقاً أنهم فوق مستوى العقاب، كيف وجدوا أنفسهم ضعفاء غرباء في وقتٍ استعادت فيه مديرية الأمن العام صحتها وعافيتها، فلا عصابة الـ17 التي أتحفنا بقصتها أحدهم، ولا غيرها من العصابات قادرة على التمرد أو التهديد.

وها هو الدفاع المدني يتحول إلى خلية عمل ويتفوق على نفسه، والدرك يتنقل بين الواجبات برشاقة واحتراف، أما البحث الجنائي والأمن الوقائي ومكافحة المخدرات فحدث ولا حرج عن إسقاط رؤوس المجرمين، ورجال الأمن في المحافظات يكاد الدم يقفز من عروقهم نشاطاً وتجديداً ينعش الأوصال.
ويبقى السؤال...
لماذا هذه المجاهرة من قبل بعض القيادات السابقة بتقزيم الإنجاز الكبير والتضحية وتقديم الشهداء الى حد (جلد الذات) كأننا بلا عمل مؤسسي اومشروع كبير تسعى فيه مديرية الأمن العام لتحقيق أعلى مستوى في الجاهزية بما لديها من إمكانيات وتجارب متراكمة، وحلولاً واعدة، وموارد بشرية قادرة لديها من الخبرة والمعرفة ما يمكنها من تحقيق الأهداف.
أتحدى أن نجد من يتحدث بموضوعية ومصداقية ولا يصل إلى حقيقة النجاح لتجربة الأمن العام، إنما المصيبة الكبرى هي لدى من شرب من البئر وغادرها ليعود محملاً بالحجارة بنية ردم البئر أو تعكير صفوه.
 لكن، هل علينا ان نسكت عل الفاعل والمفعول به حتى لا نصيب بكلامنا المضاف إليه؟؟؟
لقد مللنا خبراء تنظير لا نعرفهم إلا بعد سحب المناصب والامتيازات من تحت أقدامهم ليعودوا لنا من خلف شاشات الهواتف والكيبورد، كأنهم المنقذون الذين توجب علينا إعادتهم ليحلوا لنا معاضل لم يحلوها عندما كانوا فوق كراسيهم، ولا نبالغ بالقول أن بعضهم كان سبباً بوجودها.
 إن من مساوئ البشر  التي حذرنا منها الإسلام "نكران الجميل"
ونكران الجميل يتنافى مع طبائع النفوس السوية، التي طُبعت على حب مَنْ أحسن إليها، والتوقف إزاء مَنْ أساء إليها؛ ولذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن يكون ناكر الجميل سوياً في نفسه أو مستقيماً في سلوكه وطبائعه، او نقياً في نواياه وسرائره.
ويعجبنا من كان سنداً لأهله ومؤسسته عند وجوده وبعد مغادرته، فهؤلاء هم كرام النفوس، أنقياء القلوب، صادقو النوايا، أهل الهمة والمرجلة، وهم الأكثرية الذين نزجي لهم تحية شكر ووفاء، ونحمل حسن صنائعهم وتضحياتهم على رؤوسنا وفي قلوبنا حباً وتقديراً. 
كما نزجي تحية عرفان وامتنان لمن هم كبار البلد أصحاب الجباه السمر، مشاريع الشهادة، ومواطن التضحية، الذين إذا قالوا فعلوا، نشامى الأمن العام القائمين على حمى الوطن كأهداب العين تحيط بها حباً وحرصاً وجمالاً يكحلها. 
حمى الله الأردن وقيادته الهاشمية وقواته المسلحة وأجهزته الأمنية، وأدام على الأردنيين الأوفياء الأنقياء، أسباب الأمن والاستقرار.
© جميع الحقوق محفوظة لوكالة الشريط الإخبارية 2024
تصميم و تطوير
Update cookies preferences